"محطة فارقة في القضية الفلسطينية، ونكسة جديدة لحلم العودة".. هكذا قال فلسطينيون عن اتفاقية كامب ديفيد في ذكراها الـ 38، مؤكدين أنها مهدت طريق الاحتلال للتوغل في المنطقة العربية.
اتفاقية كامب ديفيد والتي وقعها الرئيس المصري محمد أنور السادات، ورئيس وزارء إسرائيل مناحم بيجين، رفضتها العديد من الفصائل الفلسطينية وقتها على رأسها منظمة التحرير. "مصر العربية" رصدت ردود فعل الفلسطينيين حول اتفاقية كامب ديفيد، بمناسبة حلول الذكرى الـ 38 لتوقيعها.
اعتراف بالاحتلال
محمود خلف القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قال إن اتفاقية كامب ديفيد انعكست بشكل سلبي على القضية الوطنية الفلسطينية ، وولدت فكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين، وهذا تلقائياً معناه انتفاء وجود دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني".
وأكد خلف لـ "مصر العربية" أن اتفاقية كامب ديفيد، كرست الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، وأفرزت الاعتراف بالاحتلال المغتصب للأرض الفلسطينية والعربية .
وشدد خلف أن اتفاقية كامب ديفيد ، ذبحت القضية الفلسطينية ، ولم تكن يوماً تصب في صالحها ، وكانت كارثة بالنسبة لكل الفلسطينيين.
تحييد مصر
بدوره قال المحلل السياسي عزام شعث إن إسرائيل رفضت كل مرجعيات عملية السلام، واتفاقية كامب ديفيد مثلت نكسة للقضية الفلسطينية، وحيدت مصر للأسف تماماً عن القضية الفلسطينية .
وأشار شعث لـ "مصر العربية" إلى أن إسرائيل رفضت حتى التفاوض على الحقوق الفلسطينية في تلك الفترة، وإسرائيل كرست احتلالها للأرض الفلسطينية بعد تلك الاتفاقية.
من جانبه قال الخبير في الشأن الفلسطيني فضل المزيني إن كامب ديفيد تعد فصلا وتحديد لدور مصر في القضية الفلسطينية ، ولم تقدم سوى إعطاء مزيدا من العربدة للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ، من خلال تكريس الاستيطان ، والنهب للأرض الفلسطينية.
نكسة فلسطينية
أما المحلل السياسي محمد أبو شباب، قال لـ " مصر العربية " إن اتفاقية كامب، مثلت نكسة جديدة للقضية الفلسطينية ، تماماً كما نكسة عام 1967 ، ومثلت محطة مؤلمة للفلسطينيين الذين ذاقوا مرارة الاحتلال ، واغتصاب أرضهم ".
وأكد أبو شباب أن من يعتقد أن اتفاقية كامب ديفيد انجازاً عربياً ، فهو واهم ، لأن تلك الاتفاقية ، أفرزت واقعاً سياسياً مريراً للفلسطينيين.
وتابع: من الوفاء من قبل مصر لفلسطين إسقاط اتفاقية كامب ديفيد، لأنه بات من الواضح ، أن دولة الاحتلال استغلت تلك الاتفاقية من أجل تكريس الوجود الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية.
وأضاف أن مصر قضت منذ عام 1948 وحتى توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، وهي تتعامل مع إسرائيل بالبندقية ، وخاضت من أجل فلسطين حروباً ، سقط فيها آلاف الشهداء المصريين من أجل فلسطين ، وكانت إسرائيل تحلم بأن يكون بينها ، وبين مصر هدوء وسلام ، لأن مصر تمثل الجبهة الأمامية في مقارعة المد الإسرائيلي ، ولكن توقيع تلك الاتفاقية غير كل الموازين لصالح الاحتلال.
وتم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في ١٧ سبتمبر ١٩٧٨م بين الرئيس أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن بعد مفاوضات بين الجانبين في منتجع كامب ديفيد الرئاسى في ميريلاند واستمرت المفاوضات ١٢ يوماً. وقد جرت المفاوضات ومن ثم التوقيع تحت إشراف الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر، وقد استتبع هذه الاتفاقية موقف عربى معارض بل ومعاد لمصر، وكان القرار العملى الوحيد في تاريخ جامعة الدول العربية والذى لم يقتصر على الشجب والإدانة هو تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية وبسبب مساعى الطرفين للسلام وتوقيع المعاهدة حصل السادات وبيجن على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٨م.
وكانت حرب أكتوبر وعدم التطبيق الكامل لبنود القرار رقم ٣٣٨ والنتائج غير المثمرة لسياسة المحادثات التي انتهجتها الخارجية الأمريكية قد أدت إلى تعثر وتوقف شبه كامل في محادثات السلام ومهدت الطريق لعقد اتفاق سلام وكان السادات يأمل إلى أن اتفاقاً بين مصر وإسرائيل سيؤدى إلى اتفاقات مشابهة للدول العربية الأخرى مع إسرائيل. وفى ١١ نوفمبر ١٩٧٧ أعلن مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل ترحيبه بمبادرة السادات ووجه إليه دعوة رسمية لزيارة فلسطين المحتلة، وقام السادات بزيارة القدس وألقى أمام الكنيست خطاباً تضمن وجهة نظره في الصراع العربى ـ الإسرائيلى وضمنه اقتراحات لتسوية هذا النزاع، وقد وقع الوثيقتين كل من السادات وبيجن كطرفين وكارتر كشاهد، في ٢٦ مارس ١٩٧٩ وعقب محادثات كامب ديفيد وقع الجانبان على ما سمي "معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية".