طالبت "هيئة علماء المسلمين" في العراق، اليوم الثلاثاء، القمة العربية التي يستضيفها الأردن بـ"خطوات عملية" لمواجهة "خطر المشروع الإيراني" على المنطقة عامة والعراق خاصة.
ولفتت الهيئة في رسالة مفتوحة للقادة العرب الذين يجتمعون غدا الأربعاء في الأردن في إطار القمة العربية الـ28، إلى أنها "اعتادت على مخاطبة كل قمّة عربية، وحرصت على التواصل في كل فرصة ممكنة لإيصال صوت العراقيين، وشرح معاناتهم ومأساتهم المستمرة منذ 14 عامًا".
وأعربت الهيئة، عن "تفاءلها بأن الأمة وقادتها بدأوا يستشعرون خطر المشروع الإيراني على المنطقة، وتهديده لاستقرار كثير من دولها، والذي انطلق بهيمنته على العراق سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والعمل على فرض الهيمنة الثقافية".
وتابعت أنه "بعدما ظهرت آثار الخطر الإيراني جليّة في سوريا الحبيبة واليمن العزيز، وقبلهما لبنان الشقيق، فإن الأمة جميعها وليس العراقيون فقط، ينتظرون القادة العرب مواقف وخطوات عملية لدعمهم، وتغيير ما يجري من طمس لهوية بلد عربي شقيق على أيدي المتحكمين اليوم بالعراق، والسياسيين الذين رهنوا مصير شعب وبلد بثرواته لأجل مصالحهم ومخططات من يدينون لهم بالولاء".
وفي هذا السياق، رأت الهيئة أن الحل في العراق "يكمن في التمسك بوحدته أرضًا وشعبًا، ورفض تقسيمه، وحل القضايا المشكلة فيه ومعالجتها في إطار سيادته، وعلى نحو يضمن الحقوق لجميع أبنائه".
وشددت على أن هذا الأمر "هو مطلب كل العراقيين المخلصين الذين يسعون إلى العيش في ظل نظام سياسي وطني تعددي، ينبذ كل أشكال الاستبداد السياسي وأساليب الإقصاء المتنوعة، فضلاً عن ضمانه استقلال العراق وسيادته وحفظ ثرواته ومقدراته وحمايته من العدوان الخارجي والهيمنة الإيرانية، وإزالة آثار الاحتلال التي ما زالت تكبّله، ومحاسبة المفسدين وإعادة الحقوق لأهلها".
ودعت الرسالة القادة العرب إلى "الاطلاع عليها والنظر فيها أداءًا للأمانة وإعذارًا للنفس وإبراءًا للذمة أمام الله والأمة".
وتتهم دول عربية، وفي مقدمتها السعودية والبحرين، إيران بـ"التدخل" في شؤونها الداخلية وشؤون دول المنطقة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن، بينما تنفي طهران هذا الاتهام، وتقول إنها حريصة على علاقات حسن جوار من دول المنطقة.
ويستضيف الأردن القمة العربية المزمع عقدها غدا الأربعاء، بعد اعتذار اليمن عن استضافتها بسبب الحرب.
وفي تصريحات سابقة، قال مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى إن خمسة ملفات، هي: القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق وليبيا ومحاربة التطرف والإرهاب، ستتصدر مناقشات القادة العرب خلال الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية العادية.
كما سيكون هناك بند يتعلق بإدانة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ومطالبتها بالتوقف عن ذلك، حسب المصدر ذاته.