قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنّ مؤتمر القمة العربية الذي ينعقد غدًا في البحر الميت بالأردن بمشاركة 17 زعيمًا عربيًا، لا يتوقع -كالعادة- أن يسفر عن أي قرارات مهمة، وذلك على خلفية تعارض المصالح بين عدد كبير من الدول الأعضاء.
وأوضح "روعي كايس" محرر الشئون العربية بالصحيفة أنه يمكن توقع ما سيحدث في القمةبسهولة شديدة، ففي نهايتها سوف ينشر بيان ختامي يحوي 16 بندًا، على حد قوله.
وتوقع "كايس" أن تركز معظم القرارات "الرمزية" على الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، مشيرا إلى أن الفرصة سانحة أمام الملك الأردني عبد الله الثاني لبلورة موقف عربي موحد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، استعدادًا لطرحها في وقت لاحق على الإدارة الأمريكية خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن المتوقعة لواشنطن منتصف مايو المقبل.
وقال "كايس" إن الأمين العام لجامعة الدول العربية ، أحمد أبو الغيط، أثار مؤخرًا استغرابًا شديدًا، عندما قال إن الفلسطينيين ينوون طرح مبادرة سلام جديدة في القمة العربية، وهو ما نفاه الفلسطينيون أنفسهم.
كانت تقارير في وسائل إعلام عربية توقعت أن يصادق الزعماء العرب في القمة على مبادرة السلام العربية، التي تقدمت بها السعودية عام 2002، والتي تقضي بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها في حرب 5 يونيو 67 مقابل تطبيع العلاقات مع كافة الدول العربية.
وتوقع "كايس" أيضًا أن يخرج بيان القمة بإدانات واسعة لإسرائيل على خلفية نشاطاتها الاستيطانية بالضفة الغربية، بالإضافة لإدانات ضد كل من إيران وتركيا، التي تتهمهما دول عربية بالتدخل في شئونها الداخلية.
وتعقد قمة البحر الميت بعد نحو شهرين ونصف من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه. ويسعى الأخير لتبني نظام إقليمي جديد وعلاقات جديدة بين واشنطن والعواصم العربية. ويؤيد إقامة مناطق آمنة في سوريا ويتبنى موقفا متصلبا تجاه إيران.
وقال الإسرائيلي "كايس" إن الزعماء العرب سوف يناقشون أيضًا استمرار الحرب السورية، وسيعربون مجددًا عن دعمهم للحل السياسي للحرب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأضاف :”كذلك ستتناول أعمال القمة مسألة الحرب على الإرهاب: وسيكون مثيرًا للاهتمام معرفة ما إن كان مقترح تشكيل قوة عربية مشتركة للحرب على داعش سيطرح مجددا أم لا- وهو الاقتراح الذي قدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل عامين".
ومضى متابعًا: ”كما سيناقش الزعماء العرب أزمة اللاجئين في الدول العربية، وهي الأزمة التي تعاني منها الدولة المضيفة الأردن، أشد معاناة، والحرب المستمرة منذ عامين في اليمن، والأحداث في لبنان، الذي يحاول رئيسه ميشال عون التقارب مع السعودية ودول الخليج، لكنه لا ينسى أن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله هو من أوصله للمنصب. نصر الله والسعودية أعداء ألداء لبعضهما البعض".
وتطرق محرر "يديعوت" للتوترات العربية وانعكاساتها على القمة وقراراتها قائلا :”لكن أيضا عندما يتم التقاط الصور الجماعية للزعماء العرب، ويضيفون توقيعاتهم على البيان الختامي، علينا أن نتذكر أنه من تحت السطح تعتمل الخلافات الداخلية والتوترات والخصومات طوال الوقت: بين الرئيس المصري والملك السعودي، وبين القاهرة وقطر، وبين دول الخليج ومؤيدي نظام الأسد في سوريا، وغير ذلك الكثير والكثير".
"لن يداوي جراح العرب سوى العرب، علينا أن نشعر جميعًا بالمسؤولية الجماعية إزاء الأزمات الأخيرة التي تشكل مشكلة كبيرة للدول العربية". كلمات قالها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال التحضير للقمة.
وختم "روعي كايس" بالتعليق على كلمات أبو الغيط قائلا :”من المشكوك فيه أن تؤدي قمة الأردن لاندمال الجراح، لكنها ستثمر بالتأكيد عن التقاط صور فوتوغرافية جميلة".
الخبر من المصدر..