قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، اليوم الثلاثاء، إنه "لن تكون هناك حصانة لأي جهة تسببت في إزهاق أرواح العراقيين".
وشدد الجبوري على اعتبار الجانب الغربي من مدينة الموصل (425 كم شمال العاصمة بغداد) "منطقة منكوبة".
جاء ذلك خلال جلسة برلمانية ناقشت مقتل عشرات المدنيين، يوم 17 مارس الماضي، في قصف منازل بحي "الموصل الجديدة" غربي المدينة، وهو ما علق عليه التحالف الدولي بأنه شن غارة جوية على هذا الموقع في اليوم نفسه، بطلب من الجيش العراقي، ويجري تحقيقا في احتمال سقوط ضحايا.
فيما نفى الجيش العراقي أن يكون قد طلب من التحالف شن هذه الغارة، وحمل المسؤولية كاملة لتنظيم "داعش" الذي يسيطر، منذ يونيو 2014، على الموصل، التي يسكنها نحو 1.5 مليون نسمة.
وبحضور وزيري الدفاع والداخلية، مضى الجبوري قائلا في الجلسة البرلمانية: "تم تحقيق نتائج كبيرة في معركة الموصل، إلا أننا نؤكد على ضرورة حماية أرواح المدنيين في جميع الظروف".
ومنذ 19 فبراير الماضي، تشن القوات العراقية، بإسناد من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، عمليات قتالية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي للموصل، مركز محافظة نينوى.
وفي 24 يناير الماضي أكملت هذه القوات السيطرة على الجانب الشرقي، ضمن عملية عسكرية بدأتها في 17 أكتوبر الماضي.
وشدد رئيس البرلمان العراقي على أنه "لن تكون هناك حصانة لأي جهة تتسبب عمدا في إزهاق أرواح العراقيين، وستتخذ الجهات القضائية إجراءاتها".
وأضاف أن "العدو (داعش) يقاتل في أيامه الأخيرة ويتعرض لعملية انهيار كبيرة، ولا نستبعد أن يتخذ الوسائل الخبيثة المعروف بها لبث الفتنة بين أبناء الشعب العراقي الذين توحدوا على قتاله".
وزاد بأن "البرلمان يعتبر الجانب الأيمن (الغربي) من الموصل منطقة منكوبة ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة.. وضرورة اعتبار ضحايا مجزرة الموصل شهداء ومنح ذويهم جميع الاستحقاقات المترتبة على ذلك".
فيما قال وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، إن "هناك معلومات تشير إلى تفخيخ الدار الذي تعرض إلى القصف في الساحل الأيمن (الغربي) من قبل داعش الإرهابي".
وأردف الحيالي قائلا إن "الدار لا تزيد مساحته عن 150 م2.. التحقيقات مستمرة لكشف الحقائق وستعرض نتائجها على مجلس النواب".
وخلال الجلسة البرلمانية، قال وزير الداخلية قاسم الأعرجي، إن "القوات الأمنية تقوم بواجباتها في معارك الموصل، ونحن مع إجراء التحقيق، ومن يثبت عليه التقصير سيحاسب حتما".
بدوره قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، التابعة للجيش العراقي، العميد يحيى رسول، في تصريحات للأناضول، إن "تنظيم داعش الإرهابي يستخدم المدنيين دورعا بشرية في الموصل".
وأضاف أن "التنظيم ويضع عجلات (سيارات) مفخخة قرب منازل يحتجز فيها المدنيين، وعند اقتراب القوات الأمنية يفجر هذه المنازل لإيهام الرأي العام المحلي والعالمي بأن القوات الأمنية أو الطيران هما اللذين فجرا تلك العجلات".
واعتبر "رسول" أن "داعش يسعى من وراء هذا إلى إيقاف الضربات الجوية وكافة العمليات العسكرية، لكن تلك العمليات متواصلة دون توقف".
ولفت إلى أن "القوات العراقية تتقدم بحذر وبطء وتتوخى الدقة لحماية المدنيين.. هدفنا الأول هو تحرير المدنيين وحمايتهم، ولسنا متعجلين لإنهاء عملية الموصل".
ولا يزال قرابة 600 ألف مدني في الجانب الغربي من الموصل، بعد أن فر منها نحو 200 ألف خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفق منظمة الأمم المتحدة.