الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة «ذكرياتي».
تناولنا في النسختين السابقتين رحلتي حسام غالي، قائد النادي الأهلي ومنتخب مصر، وكذلك محمد اليماني، مهاجم الفراعنة وستاندر لياج البلجيكي، واليوم نبدأ رحلة جديدة مع نجم كبير.
يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الأسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ونستهلها بهذه الحلقة.
يحكي هيثم فاروق: "أنا هيثم فاروق، مواليد الإسكندرية 4 يناير 1971، من عائلة رياضية، ولي أخ وحيد اسمه عمرو، ووالدي رحمة الله عليه كان زملكاويًا كبيرًا، وأيضًا والدتي رياضية وكانت حارس مرمى في لعبة كرة اليد، ولذلك عرفت قيمة الرياضية من منزلنا".
"تقدمت لاختبارات النادي الأولمبي السكندري وعمري 10 سنوات عام 1981، ولها قصة طريفة، لأنني قررت خوض الاختبارات في مركز حراسة المرمى، وأخي عمرو في مركز المدافع، ودارت الأيام ليصبح أخي حارسًا للمرمى، وأنا في مركز المدافع، فقد نصحني أخي بعدم اختيار مركز حراسة المرمى، لأنه لا يدافع عنه أحد ويتحمل مسؤولية الأهداف التي يمنى بها مرماه، وكان لأخي الدور الأكبر في تعديل قراري قبل الاختبارات بلحظات، وبالفعل نجحت".
"للعديد من المدربين الفضل عليّ في بداية مسيرتي مع كرة القدم داخل النادي الأولمبي، منهم مصطفى شتا ونبيل الدقاق ومحمد الكاس "الكبير" وسراج ولعبوا دورًا كبيرًا في تطور مستواى، وتدرجي في مدرسة الكرة بالنادي الأولمبي في كل الأعمار السنية حتى جاء العام 1986، وهو من الأعوام الفاصلة في مسيرتي، حين بدأوا تكوين منتخب مصر تحت 16 سنة، وكانت النواة من منتخبات المحافظات، وضم منتخب القاهرة مجموعة من لاعبي النادي الأهلي والمقاولون العرب والشمس، ومنتخب الجيزة نادي الزمالك والترسانة، وبدأنا المنافسة وكنت موفقًا مع منتخب الإسكندرية ووقع اختيار أحمد رفعت، المدير الفني لمنتخب الشباب وقتذاك، عليّ لأصبح لاعبًا دوليًا شابًا، وكان يتولى حينها منصب المدير الفني لهذا المنتخب رحمة الله عليه طه بصري".
"في العام 1986 حصل منتخب مصر الأول على كأس الأمم الأفريقية تحت قيادة الويلزي مايكل سميث، وكان المشرف على المنتخبات ومعه شحته نجم الإسماعيلي، إضافة إلى طه بصري وأحمد رفعت لمنتخبات الشباب والأولمبي، وكانت مجموعة قوية فنيًا وتوقع منهم الجميع إنجازات كبيرة، وأتذكر اجتماع بصري الأول معنا، فهو لا يُنسى، في يوليو 1986، وحدثنا عن حلم الوصول إلى كأس العالم للشباب في كندا، وقال لنا أن مصر في تاريخها الكروي الكبير لم تصل إلى المونديال سوى مرتين 1934 للمنتخب الأول في إيطاليا، ومرة عام 1981 لمنتخب الشباب مع هاني مصطفى في أستراليا، وكان يخبرنا بذلك في حسرة بسبب حال الكرة المصرية، وقال لنا ستكونون المنتخب الذي يصل إلى نهائيات كأس العالم، وبدأنا مرحلة التصفيات".