أكَّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أنَّه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية للقمة العربية التي تستضيفها بلاده في منطقة البحر الميت، اليوم الأربعاء، حسب "الأناضول".
وأشار الملك عبد الله إلى التحديات التي تواجه الدول والشعوب، واصفاً إياها بـ"المصيرية".
وعن هذه التحديات، قال: "الإرهاب يهددنا نحن العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا، وضحايا الإرهاب أكثرهم من المسلمين، ولا بد من تكامل الجهود بين دولنا والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي".
وأضاف: "تستمر إسرائيل في توسيع الاستيطان وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام، فلا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين".
وتابع: "نحن على تماس يومي ومباشر مع معاناة الشعب الفلسطيني، وأهلنا في القدس بشكل خاص، كما أنَّ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية".
واستدرك بالقول: "سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم، وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم، الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى".
وخاطب القادة العرب قائلًا: "أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، فلا بد لنا من العمل يدًا واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثيًّا على مستقبل المنطقة واستقرارها".
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أعرب العاهل الأردني عن أمله أن تقود المباحثات الأخيرة في جنيف وأستانا إلى انفراجة تطلق عملية سياسية، تشمل جميع مكونات الشعب وتحافظ على وحدة الأراضي وسلامة المواطنين وعودة اللاجئين.
وأوضح أنَّ"الأردن يستضيف أكثر من مليون و300 ألف لاجئ من السوريين، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعل المملكة أكبر مستضيف للاجئين في العالم، مؤكِّدًا أنَّ المملكة تتحمل كل هذه الأعباء نيابةً عن الأمة والعالم أجمع.
وفيما يتعلق بالشأن العراقي، شدَّد ملك الأردن على دعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب تمهيدًا لعملية سياسية شاملة بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد.
وأكَّد العاهل الأردني دعم كافة الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في اليمن وليبيا، وتحقيق مستقبل واعد لشعبـيهما الشقيقين.
وأضاف - في هذا السياق: "لا بد لنا أن نأخذ زمام المبادرة لوضع حلول تاريخية لتحديات متجذرة، مما يجنبنا التدخلات الخارجية في شؤوننا".
وتابع: "الخطوة الأولى لترجمة ذلك هي التوافق على أهدافنا ومصالحنا الأساسية، بدلًا من أن نلتقي كل عام، ونكرر مواقف نعلم جيدًا أنَّها لن تترجم في سياساتنا".
واختتم كلمته بالقول: "تحدياتنا مشتركة، فلا بد أن تكون حلولنا مشتركة أيضًا؛ فلتكن هذه القمة محطة جديدة في العمل العربي المشترك".
وانطلقت في منطقة البحر الميت الأردنية، اليوم، أعمال القمة العربية الـ28، والتي تبحث نحو 17 بندًا تبناها وزراء خارجية الدول العربية بناءً على اجتماعات المندوبين الدائمين.
ويستضيف الأردن القمة العربية، بدلًا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين.
وتبحث قمة الأردن حزمة ملفات، في مقدمتها الأزمات في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945.