في إصدار مرئي جديد، بعنوان "نور الشريعة" طرح تنظيم "داعش" الإرهابي بسيناء، قبل يومين، مقطع فيديو لنشاط بعض عناصره في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأظهر الشريط المصور، قطع رأس اثنين من كبار السن، فضلا عن إحراق عدد من السيارات التي كانت تحمل السجائر، واختطاف عدد من الصوفيين بسيناء وإطلاق سراحهم بعد التحذير من أي ممارسات لا يوافق عليها التنظيم، فضلا عن تفجير عدد من الأضرحة بدعوى أنها "شرك بالله".
وكان التنظيم قد أعلن تشكيل ما أطلق عليه "الشرطة الإسلامية" أو ما يعرف بـ "رجال الحسبة"، لأول مرة في ديسمبر 2015، عبر نشر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيارة دفع رباعي مكتوب عليها "الشرطة الإسلامية".
وفي نفس الشهر، أصدر فرع تنظيم "داعش" ألبوم صور لبعض أعمال ما أطلق عليه "الشرطة الإسلامية"، إذ قام بحرق السجائر والمخدرات التي تم ضبطها، وتوجيه تحذيرات بعدم معاودة هذه الأنشطة مرة أخرى.
ما هى الحسبة؟
تعرف الحسبة في اللغة، بالعد والحساب، وتأتي بمعنى طلب الأجر والمثوبة من الله.
أما في الاصطلاح فقد عرفها جمهور الفقهاء بأنها: "ولاية دينية يقوم ولي الأمر - الحاكم – بمقتضاها، بتعيين من يتولى مهمة الأمر بالمعروف إذا أظهر الناس تركه، والنهي عن المنكر إذا أظهر الناس فعله، صيانة للمجتمع من الانحراف، وحماية للدين من الضياع، وتحقيقا لمصالح الناس الدينية والدنيوية وفقا للشرع".
وظيفة الحاكم
وقال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة في الإسلام، وفقا لعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
وأوضح لـ"مصر العربية"، أن تغيير المنكر باليد مهمة ولي الأمر –الحاكم-، وباللسان مهمة العلماء، وبالقلب لعامة الناس، وفي كل الأحوال لا يصح لأي إنسان أن يغير المنكر باليد إلا الحاكم.
وأكد على أن الإسلام حدد مهمة تغيير المنكر باليد للحكام فقط حتى لا تكون الحياة همجية في حالة ترك كل إنسان أخذ حقه أو تغيير منكر بيده، مشيرا إلى أن الإسلام دين نظام وأمن.
ولفت إلى أن الفئة التي تتحدث عن أنها تقوم بتغيير المنكر باليد "باغية"، ولا يحق لها ذلك بأي حال من الأحوال.
سلوك بائس
من جهته، قال أحمد بان، الباحث في الحركات الإسلامية، إن الشريط المصور عبارة عن تصدير التنظيم لرسالة ليست موجهة فقط للدولة ولكن لعناصره أيضا.
وأضاف بان لـ "مصر العربية"، أن الهدف من الشريط إظهار وجود عناصر داعش في سيناء بشكل مستقر، خاصة وأن أعمال الحسبة لا يمكن أن تكون إلا في إطار دولة مسيطرة ومتماسكة، وهو على خلاف الواقع.
وتابع أن التنظيم يسعى لرفع الروح المعنوية لعناصره عبر إدعاء التمكن من الأوضاع في سيناء، في ظل الضربات المتتالية من الجيش المصري، وهو مجرد سلوك بائس.
وأشار إلى أن تلك الأفعال تكشف تهاوي التنظيم بشكل كبير، خاصة وأنها تفقده الحاضنة الشعبية في سيناء.