قال المحلل الإسرائيلي للشئون العربية "يوني بن مناحيم" إن القمة العربية التي انطلقت أمس الأربعاء في الأردن، عقدت خصيصا من أجل ترامب، تمهيدًا لما وصفه "حج" الزعماء العرب للبيت الأبيض الشهر القادم.
واعتبر أن القمة لم تتخذ أي قرار جديد حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولم تكن سوى استعراض للوحدة العربية التي هدفت في الأساس للتماشي مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف في مقاله المنشور اليوم 30 مارس على موقع "نيوز1” العبري: ”انعقد مؤتمر القمة العربية الـ 28 في الأردن، وخُصص بشكل واضح لموضوعين رئيسيين، الخطر الإيراني، والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وذلك في الأساس من أجل استرضاء الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي عمل من خلف الكواليس لإعداد "النظام الجديد" الذي يحاول إحلاله بالشرق الأوسط".
وأشارفي المقال الذي حمل عنوان "قمة من أجل ترامب" إلى حضور جيسون جرينبلات مستشار ترامب الشخصي للبحر الميت للمشاركة في القمة، وإجرائه لقاءات ثنائية على هامشها مع زعماء المنطقة ومستشاريهم، وبث رسائل خففت من البيان الختامي. لافتا إلى أن قمة الأردن وبخلاف القمة التي عقدت العام الماضي في موريتانيا حظيت بحضور مثير للاهتمام لـ 18 زعيما عربيًا.
وتابع :”من أجل ترامب، ومن خلف الكواليس مارس الملك الأردني جهود الإقناع لإنشاء تحالف عربي سني ضد التمدد الإيراني بالشرق الأوسط، وسوف يسافر خلال الأيام القادمة لواشنطن لإطلاع ترامب على نتائج القمة. وفقًا لمصادر عربية، أيضًا التصالح الذي شهدته القمة بين الرئيس السيسي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كان نتيجة ضغط أمريكي من خلف الكواليس".
“بن مناحيم” لفت إلى أنه جرى الاتفاق على هذا التصالح الأسبوع الماضي خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي لوشنطن، ولقائه “الناجح” بالرئيس ترامب.
“لذلك لم يثر الرئيس المصري الاستغراب عندما أكد في خطابه بالقمة الحاجة للتصدي بقوة لتمدد إيران بالشرق الأوسط. هذه بالضبط هي الرسالة التي أراد الرئيس ترامب إسماعها للمشاركين” قال المحلل الإسرائيلي.
كان الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولية الكويت هو الوحيد المختلف في القمة، بدعوته للحوار مع إيران لتحقيق الأمن والاستقرار. وبحسب "بن مناحيم" فإن هذا ليس مفاجئًا، كونها السياسة الراسخة للكويت.
البيان الختامي للقمة لخص فعليا ماهية التحاف الجديد الذي يسعى ترامب لتشكيله ضد إيران، فقد دعا البيان لوقف التدخل الخارجي في الشئون العربية الداخلية، دون أن يأتي على ذكر إيران تحديدا، واستنكر محاولات (إيران) لإشعال الفتن بين الشيعة والسنة.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رأى المحلل الإسرائيلي أن البيان الختامي للقمة لم يأت بجديد وكان متوقعا من البداية. فقد أكد على مبدأ “حل الدولتين”. كحل وحيد للمشكلة الفلسطينية، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية.
عادت القمة وتبنت مبادرة السلام العربية دون أي تغيير يذكر، ودعت دول العالم لعدم نقل سفاراتها للقدس. كذلك دعت لتطبيق قرار مجلس الأمن 2334 ضد الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية.
عمليًا، رسمت القمة العربية “الخطوط الحمراء” للفلسطينيين والدول العربية حيال شكل التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. كان ذلك متوقعا، إذ تحاول القمة التأثير على المباحثات التي تجرى داخل طاقم ترامب في هذه الأيام حول بلورة مقترح لتسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين.
لا يريد العرب إغضاب ترامب، لكنهم سيضطرون لجعل “الخطوط الحمراء” التي حددوها في القمة أكثر مرونة، لأنهم لن يستطيعوا من خلالها التوصل لتسوية مع حكومة يمينية في إسرائيل بقيادة نتنياهو. كما يقول “بن مناحيم”.
ومضى يقول :”قرارات القمة كانت معروفة مسبقا، كانت مملة، وأثارت صور بعض الزعماء العرب وهم يغطون في النوم على مقاعدهم السخرية بين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الذين كانوا غير مكترثين بالقمة منذ البداية. الرأي السائد في الشارع الفلسطيني هو أن الحديث يدور عن قمة منافقة، أقيمت على شرف الرئيس الجديد ترامب، وأن كافة التصريحات الإيجابية التي انطلقت منها مجرد “كلام في الهواء” للحصول على تأييده”.
"الأهم هو ما سيحدث بعد القمة، تلقى الرئيس المصري السيسي دعوة من الملك سلمان لزيارة السعودية، وسوف يسافر قريبا إلى هناك لبحث تشكيل المحور السني الجديد ضد إيران”. أكد المحلل الإسرائيلي للشئون العربية.
واستدرك “بن مناحيم”:سوف يسافر الملك الأردني عبد الله، والرئيس السيسي ومحمود عباس الشهر القادم، كل على حدة، للقاء الرئيس ترامب في البيت الأبيض. يأتي الحج لواشنطن من أجل “التكيف” مع الرئيس ترامب الذي يسعى لفرض نظام جديد بالشرق الأوسط، والذي يبدي استعداده لاستخدام القوة ضد إيران، بخلاف سابقه باراك أوباما، الأمر الذي كانت الدول السنية في انتظاره”.
وكشف عن خطط جديدة ينوي ترامب تطبيقها لحل القضية الفلسطينية، مثل تبني فكرة إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على 60% من أراضي الضفة، لافتا إلى أن التحدي يكمن في قدرة ترامب على إقناع الزعماء العرب بخططه الجديدة، وهو ما سيتضح الشهر القادم بعد زيارة الملك الأردني والرئيسين المصري والفلسطيني للبيت الأبيض.
الخبر من المصدر..