التقى رؤساء الدول العربية بالأردن، الأربعاء 29 مارس، خلال قمتهم السنوية، وفي الوقت الذي تشهد فيه العراق وسوريا واليمن والسودان حروبا، يبدو أن صوت الجامعة العربية أصبح غير مسموع.
كان هذا ملخص تقرير نشرته صحيفة "لو جورنال دو دومونش" الفرنسية عن القمة العربية التي اختتمت أعمالها في البحر الميت.
وقال مراسل الصحيفة فرنسو ا كليمنصو: تعودنا في القمم السابقة للجامعة العربية على رؤية شجارات بين بلدين أو أكثر وفقا للأزمات التي تشهدها المنطقة، كحرب لبنان، العراق، أو دعم التدخل الأجنبي كما حدث في ليبيا عام 2011، أو الغطرسة الظاهرة لدول الخليج تجاه الدول العربية اﻷكثر فقرا.
لكن في السنوات الأخيرة، تغيرت النغمة ولم تعد المواجهة إلا شكلا من أشكال الانسحاب، لماذا؟ لأن رؤساء الدول الـ 21 للجامعة العربية، التي تأسست عام 1945، يعرفون أنه لا يمكن تحقيق إجماع على قضية ما.
إذا فندنا أهم ثلاث صراعات تشهدها المنطقة: العراق، سوريا واليمن، نجد أنه لا يوجد توافق، سواء في منح الدعم إلى بغداد، حيث حكومتها مرتبطة ارتباطا وثيقا بإيران، وكذلك اﻷمر في سوريا واليمن.
كذلك يمكننا الإدراك جيدا أن ملكيات النفط في الخليج لا يتفقون فيما بينهم على جميع القرارات التي تتخذها المملكة العربية السعودية.
لكن الاتفاق الوحيد الممكن والمبني على أهداف مشتركة، يظهر العجز الحقيقي للدول العربية، إنه خارطة السلام مع إسرائيل.
عقد ملك الأردن هذه القمة على ضفاف البحر الميت، على بعد بضعة كيلومترات من القدس، حيث شهدت إدانات جماعية ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو اﻷمر الذي لا يعني الكثير ما لم يرافقه دعم قوي للسلطة الفلسطينية والتوصل مع مؤيدين آخرين، للصيغة نهائية حول حل الدولتين.
العرب وترامب
حتى الاتفاق على انتقاد سياسة دونالد ترامب، من الواضح أن دول الجامعة العربية تشعر بعدم الاستقرار تجاه قرارات إدارة ترامب سواء المراسيم المعادية للمسلمين أو دعم حكومة بنيامين نتنياهو وسياسيته الاستعمارية المفرطة.
فالجميع ينظر للقضايا بطريقته الخاصة، الأردن ولبنان وكذلك مصر والجزائر ليسوا مستاؤون من رؤية ترامب يقدم دعمه العسكري أو الاقتصادي لإسرائيل.
ولمعرفة أن حال الجامعة العربية ليس كما كان من قبل، لم يعد "بناء الوحدة العربية" جزءا من الأهداف المعلنة في نهاية كل قمة خلال البيان الختامي، كما لو كان هذا اﻷمر خارج نفوذ الجامعة.