استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الرابع والعشرين من مارس الجاري، زعيمة اليمين المتطرف والمرشحة لانتخابات الرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، حيث أراد زعيم الكريملين إيصال رسالة من وراء ذلك لنظيره فرنسوا أولاند.
هذا ما رآه مراسل صحيفة "كوميرسانت" الروسية أليكسي تاركانوف، خلال حوار مع صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية.
ما هي الفائدة من استقبال فلاديمير بوتين لمارين لوبان؟
في روسيا، لا أحد يعتقد أنه في إمكان زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية، لذا الترحيب بلوبان لم يكن له بعد إستراتيجي، وإنما هو مصلحة شخصية لبوتين.
لوبان هي عدو "الاشتراكيين"- الحزب الذي ينتمي إليه أولاند- الذي تسبب في إحراج الرئيس الروسي مرتين خلال الخمس سنوات الماضية.
أولا من خلال رفضه إتمام صفقة بيع سفن ميسترال لروسيا، وثانيا إلغاء زيارة الرئيس الروسي لباريس بمناسبة افتتاح المركز الثقافي الروسي.
فلاديمير بوتين لا ينسى أي شيء، لذا كان استقبال لوبان كوسيلة للانتقام من أولاند على غرار المثل القائل "عدو عدوي صديقي".
كيف ترى الاتهامات المتعلقة بالتدخل الروسي في حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية؟
هذه الحملة مثيرة للاهتمام، وأيضا معقدة للغاية، فهي تشبه المسرحية الهزلية، الروس لا يفهمون الكثير وربما أيضا الفرنسيون.
إذا كان المسؤولون الروس لا يترددون في فضح المرشحين الذين يريدون إلحاق الأذى بروسيا، فمن الخطأ أن تعتقد ذلك تتدخلا في الحملة الانتخابية لرئاسة فرنسا.
التهم الموجهة للمرشح المستقل إيمانويل ماكرون بأنه مثلي الجنس، على سبيل المثال، لم تطلقها موسكو ولكن اليمين الفرنسي.
أما بالنسبة لزيارة لوبان في موسكو، لا بد من اﻹشارة إلى أنها لم تكن دافئة، حيث لم يستقبلها بوتين في بيته الريفي، كما فعل مع فرنسوا فيون، على سبيل المثال، الصديق الذي يدعمه دائما في الأوقات الصعبة.
هل مارين لوبان تحظى بجاذبية في روسيا؟
الروس يشعرون دائما بأنهم قريبون جدا من فرنسا، خاصة الناحية الأدبية، لكن اليوم هم مصدومون ويتساءلون لماذا يفعل الفرنسيون هذا رغم أنهم كانوا دائما جزءا من تراثهم التخيلي.
مارين لوبان، تعد بعودة فرنسا الأبدية وهذا يؤثر كثيرا في روسيا، ويجعلنا نشعر بعودة فرنسا التي نبني لها صورة في خيالنا.