نيكي هيلي، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، كشفت عن أن سياسة الولايات المتحدة في سوريا لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
هذا الأمر يمثل ضربة للدبلوماسية الفرنسية، من وجهة نظر صحيفة "لوموند" التي نشرت تقريرا حول الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة تجاه الحرب في سوريا، مشيرة إلى أن إدارة دونالد ترامب تفضل محاربة "داعش" على رحيل الديكتاتور السوري.
صمت إعلامي حتى هذه اللحظة، في دمشق، لكن ليس هناك شك في أن موقف الولايات المتحدة الجديد بشأن مصير بشار الأسد، استقبل كانتصار في أروقة السلطة السورية.
الخميس 30 مارس، اثنان من إدارة الرئيس ترامب هما وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، وسفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، أكد رسميا أن بلادهما لم تعد تركز على إزاحة الأسد عن السلطة.
فخلال زيارته لتركيا، قال تيلرسون "مصير الرئيس الأسد على المدى البعيد، سيقرره الشعب السوري، وفي وقت لاحق أكدت هالي من نيويورك "أنت تنتقي معاركك وتختارها، وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات، وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة".
وأضافت "هل نعتقد أنه عائق؟ نعم هل سنجلس هناك ونركز على إزاحته؟ لا" في إشارة إلى اﻷسد الذي اتهمته بارتكاب جرائم حرب، قائلة "ما سنركز عليه هو ممارسة الضغوط هناك حتى يمكننا البدء في إحداث تغيير في سوريا".
"أعتقد أن هذا الإعلان مهم، على الأقل لأنه أول إعلان شبه رسمي حول سوريا وعلى هذا المستوى في الإدارة" يشير جوزيف باحوط، الباحث في مؤسسة كارنيجي.
وأضاف "الروس يجب أن يكونوا مسرورين لأن الموقف الذي عبر عنه تيلرسون يتماشى مع الخط الذي تدافع عنه موسكو حليفة الأسد، واستخدام عبارة (على المدى البعيد) يشير إلى أن رحيل الأسد لم يعد على جدول الأعمال الفوري لواشنطن.
وفي أغسطس 2011، بعد خمسة أشهر من بدء الانتفاضة السورية، التي كانت لا تزال في معظمها سلمية، أكد أوباما على ضرورة تنحي اﻷسد كجزء من حل الأزمة.
وخلال الفترة اﻷخيرة ركزت إدارة أوباما على التوصل إلى اتفاق مع روسيا، يؤدي في النهاية إلى رحيل الأسد وإن كان تركيزها قد تحوّل لاحقا إلى قتال تنظيم "داعش".
وعندما كان مرشحًا للرئاسة، قال ترامب إن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة أولوية أهم من إقناع الأسد بالتنحي عن السلطة.
ما هو تأثير موقف أمريكا الجديد على الحرب السورية؟
الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تحطم محادثات السلام المتعثرة والجارية حاليا في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، وتؤثر بشكل كبير على المعارضة في مواجهة اﻷسد المدعوم بشكل كامل من روسيا وإيران.
"لا يمكن أن تقبل المعارضة أي دور لبشار الأسد في أي مرحلة من المراحل المقبلة، وليس هناك أي تغيير في موقفنا". يؤكد منذر ماخوس أحد المتحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة في جنيف.
كما أنها تعد ضربة جديدة للدبلوماسية الفرنسية، فرغم أنها لم تعد تدعو إلى رحيل فوري للرئيس السوري، تستمر في التأكيد على أنه لا يمكنه أن يجسد مستقبل سوريا.
منذ صيف 2013، عندما تخلى أوباما عن "الخط الأحمر" الذي كان قد وضعه حول استخدام الأسلحة الكيميائية، رفضت الولايات المتحدة عدة مرات الإطاحة بالديكتاتور السوري بالقوة.
ورغم سماحها لحلفائها العرب بتزويد المعارضة السورية بأسلحة، كانت حريصة ألا تعطيهم أسلحة حاسمة، وحظرت وكالة المخابرات المركزية اﻷمريكية ( سي أي أيه) تسليم المتمردين صواريخ أرض جو لمواجهة القصف الجوي للنظام والجيش الروسي، بدعوى الخوف من وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات الجهادية.
التخلي عن الإطاحة ببشار اﻷسد لن يجعل الإدارة الأمريكية الجديدة بعيدة عن كل مخاطر الصراع السوري، واشنطن تقول إنها تعتزم التعاون مع روسيا، رغبة منها في احتواء طهران، في حين أن روسيا وإيران شريكان في سوريا.