هل زيارة السيسي إلى أمريكا تقضي على «السنوات العجاف»؟

السيسي وترامب

آمال عريضة يعلقها الكثير من المصريين من نواب وإعلاميين وسياسيين، على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين المقبل، بأن تفتح أبواب الخير وتنهي السنوات العجاف في العلاقات بين الدولتين، إلا أن آخرين تشبثوا بالواقع وما فيه من إحباطات.

 

فما بين الواقع الحالي على صعيد البلدين، والمأمول من الزيارة التي تعد الأولى رسميا بعد تولي ترامب رئاسة أمريكا، اختلفت آراء المحللين حول ما سيدور خلال اللقاء، البعض توقع زيادة المعونات العسكرية والتبادل الاقتصادي والأمني، وآخرين أشاروا إلى معوقات أمام السيسي.

 

تحت عنوان "ماذا تريد القاهرة من واشنطن"، ذكر اللواء سمير فرج، في مقال منشور بجريدة الأهرام، أن هناك  4 محاور تستهدفها الزيارة وهم :"السياسى، العسكرى، الاقتصادي، الشراكة الشعبية".

 

فرج، قال إن مصر سترى بضرورة تركيز أمريكا لجهودها في تجفيف منابع الإرهاب المتدفقة من قطر وتركيا بعد إيران، مرجحا أن تتفق الإدارة الأمريكية مع المصرية على ضرورة تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية.

 

على النقيض، هناك مقال آخر منشور بجريدة الشروق، للكاتب محمد المنشاوي تحت عنوان "إحباطات مصرية من ترامب قبل زيارة واشنطن"، ذكر فيها ثلاث إحباطات أو معوقات أمام السيسي هما :"تأمين وربما زيادة المساعدات العسكرية، ونظرة ترامب للدور المستقبلى للجيش المصرى، وأخيرا موقف إدارة ترامب من جماعة الإخوان المسلمين".

 

كان للمنشاوي رأي آخر فيما يتعلق بنظرة ترامب للإخوان، يستدل فيه ببطء إدارة ترامب في مواجهة الإخوان وتصنيفها على أنها جماعة إرهابية، لافتا إلى أنه يستطيع أن يفاجئنا بإصدار أمر تنفيذى رئاسى لا يصنف الجماعة كلها بالإرهاب لما لذلك من تداعيات إقليمية كبيرة ومكلفة لواشنطن، فقط يصنف «الإخوان بمصر.

 

ردا عن ذلك قال طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن ترامب لم يمطال في تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، ولكن هناك معوقات أمامه، وذلك بسبب الجدال الكبير بين مجلس الشيوخ والكونجرس  وبين الديمقراطيين والجمهوريين حول هذه القضية، فالأمر ليس بهذه السهولة.

 

وأكد فهمي، لـ "مصر العربية"، أن زيارة السيسي لأمريكا ستكون شراكة جديدة لمكافحة الإرهاب، وستتضمن الأجندة بناء تحالف استراتيجي بين البلدين على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي، متوقعا مطالبة مصر بزيادة المعونة العسكري، أسوة بما قدمته من 38 مليار دولار معونة لإسرائيل لمدة 3 سنوات.

 

وتوقع، أن تتوصل نتائج الزيارة إلى استئناف مناورات النجم الساطع، وتطوير الدور المصري في المسألة السورية، وكذلك أن يكن لها دور في حلف الناتو العربي الجديد الذي تطرحه أمريكا .

 

وفي هذا الصدد رأى محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، إنه ليس من الكياسة أن يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن قضية تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لأنه أمر يخص الإدارة الأمريكية وحدها، مستشهدا بمطالبة الرئيس المعزول محمد مرسي بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، ولم تستجب له حتى وفاته.  

وفيما يخص المحور العسكرى، توقع "سمير فرج" أن الجانب المصرى سيطالب بزيادة حجم المعونة العسكرية، المحددة منذ عام 1979،  بما يمكنها من تدبير احتياجاتها العسكرية، لمواجهة التهديدات المحيطة.

 

وأشار فرج، إلى أن مصر تتلقى معونة عسكرية سنوية من أمريكا قدرها 1٫3 مليار دولار، مقابل 3 مليارات دولار لإسرائيل، وفقاً لبنود معاهدة السلام الموقعة فى عام 1979، وهو ما تعتمد عليه مصر بصورة كبيرة، فى إدارتها لملف التسليح الخاص بها.

 

وكان الرئيس السابق باراك  أوباما، قرر تجميد المعونة لمصر مدة ثلاث سنوات متتالية، قبل أن يستأنفها فى أبريل 2015، ولكن بعدة شروط، من المقرر أن يبدأ تنفيذها فى 2018، وهى أن توجه المساعدات إلى أربعة أوجه فقط وهى مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود، وتأمين سيناء، والأمن البحري، إلى جانب أعمال الصيانة المعتادة.

 

في السياق ذاته استبعد "محمد المنشاوي" أي زيادة للمعونات العسكرية، مستشهدا بتقليص وزارة الخارجية الأمريكية بمقدار 29% وانخفضت من 38 مليارا إلى 27 مليارا، وهى التى تتضمن داخلها المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.

 

وذكر المنشاوي، المقيم بالولايات المتحدة حاليا، أن الميزانية الأمريكية الجديدة لم تحصن سوى المساعدات لإسرائيل والتى تبلغ 3.1 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن القاهرة تفاءلت بقدوم ترامب وذهب البعض لتصور إمكانية أن يزيد ترامب مقدار المساعدات العسكرية البالغ 1.3 مليار دولار سنويا، وأن يُسمح لمصر بالحصول على أسلحة أكثر تطورا وأن يجرى تسلمها بطرق سريعة.

 

فيما رأى متخصصون، أن زيادة المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر ضرورة في ظل الظروف المحيطة بالبلاد وحاجة أمريكا لدور مصر في المنطقة العربية، مؤكدين أن هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين.

 

و أوضح طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن أمريكا بالفعل قلصت ميزانية وزارة الخارجية، ولكن تبقى لها حساباتها وتقديراتها تجاه الدول الحليفة، مشيرا إلى أن مصر تطلب بزيادة وفق مصالح مشتركة بين البلدين، ولا تتعدى تلك الزيادة المطلوبة مليار جنيه .

 

وأشار محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، لـ"مصر العربية"،  إلى أنه من مصلحة أمريكا زيادة المعونة لمصر، لأنها إذا أرادت لها أن تلعب دورا أكبر في اليمن أو سوريا أو مزيد من القوات عند باب المندب وغيرها، فعليها إذا زيادة النفقات التي تدفعها لمصر حتى تقوم بهذا الدور.

 

وعقب السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر لا تطلب زيادة المعونات ولكنها فقط تأمل أن تبقى كما هي حاليا ولا تنخفض .

 

وشدد هريدي، أن زيارة السيسي لأمريكا،  ستفتح صفحة جديدة بين البلدين بعد حوالي عقد ونصف من التوتر بينهما، وتعيد العلاقات إلى المرحلة السابقة على قدوم  الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للبيت الأبيض.

 

وأضاف هريدي، لـ "مصر العربية"،  أنّ الزيارة ستعزز العلاقات الثنائية بين الدولتين وتفتح مجالات التعاون بينهم، في مقدمتها الحصول على تأييد الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدتها في الحرب على الإرهاب، آملاً في أن تخرج واشنطن برسالة واضحة بعد انتهاء الزيارة تعلن فيها دعمها لمصر في حربها على الإرهاب.

 

وأردف هريدي، أن الزيارة ستتيح لمصر توضيح موقفها من استئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، والتأكيد على أنه لا سبيل لتحقيق السلام بينهم إلا عن طريق حل الدولتين، والتوقف عن عملية الاستيطان التي تعوق الوصول إلى هذا الحل.

 

مقالات متعلقة