أكد الباحث اﻷمريكي "إريك تراجر"في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب لديه فرصة جيدة خلال لقائه الاثنين القادم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحصول على اتفاق جيد مع واشنطن يضمن عودة العلاقات لسابق عهدها بين البلدين، بجانب اﻹفراج عن المواطنين اﻷمريكيين المحتجزين في القاهرة.
وفيما يلي نص المقال:
العلاقات بين مصر والولايات المتحدة سوف تكون ظاهرة بقوة يوم الاثنين عندما يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي دونالد ترامب في العاصمة واشنطن.
وفي ظل إدارة الرئيس اﻷمريكي السابق بارك أوباما، استبداد الرئيس السيسي جعله شخص غير مرغوب فيه، السؤال الرئيسي حاليا: هل يمكن للرئيس ترامب ترجمة الترحيب الحار إلى "صفقة جيدة" لصالح أمريكا؟
هذه ليست أول مرة يتم إعادة تقييم للعلاقات المصرية اﻷمريكية، فبعد تولي الرئيس أوباما تودد للرئيس السابق حسني مبارك، الذي استاء بشدة من إدارة الرئيس اﻷسبق جورج بوش بسبب "أجندتها" الرئيس أوباما أكد على تقارب وجهة النظر مع مصر بشأن عملية السلام اﻹسرائيلية الفلسطينية.
إلا أن أولويات الرئيس أوباما تحولت بمجرد اﻹطاحة بالرئيس مبارك عام 2011، ودعم البيت الأبيض التحول الديمقراطي في مصر، وتعاون مع محمد مرسي الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي فاز بالمنصب عام 2012.
وفي 2013، بعد احتجاجات جماهيرية في مصر، قام الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي حينها، الإطاحة بمرسي، وقاد حملة قاتلة ضد مؤيدي مرسي.
البيت الأبيض رد على ذلك بمنع شحنات الأسلحة، وفسرت القاهرة ذلك على أنه دعم أمريكي لجماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها "منظمة إرهابية".
شحنات الأسلحة استؤنفت عام 2015، ولكن عدم ثقة القاهرة في واشنطن استمرت، وفي الوقت نفسه، عززت مصر علاقاتها بروسيا من خلال صفقات أسلحة، ومناورات عسكرية مشتركة.
حاليا الرئيس السيسي في لقاء صداقة بالبيت الأبيض، ترامب يشكك في تعزيز الديمقراطية ولن يضغط على مصر في الإصلاح السياسي، وأشاد مسؤولون في إدارة ترامب بخطاب السيسي عام 2014 الذي حث رجال الدين المسلمين على مكافحة التطرف، وهم يشاركون رأيه الخاص بأن جماعة الإخوان "منظمة إرهابية".
العلاقات الدافئة جدا يمكن أن تؤدي إلى تحسن في تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الاستراتيجي، وعلى أقل تقدير، ينبغي أن تتشاور القاهرة مع واشنطن فيما يتعلق بنشر القوات الروسية في غرب مصر ، وربما دعم السيسي سوف يخفف من معاداة أمريكا في وسائل الإعلام المصرية.
وإذا أصر الرئيس ترامب، ربما يطلق السيسي سراح آية حجازي، المواطنة اﻷمريكية المحتجزة تعسفيا منذ 2014.
ومع ذلك، فإن السياسة الداخلية للبلدين تشكل تحديات أمام تحسن العلاقات، ففي حين يطالب مسؤولين مصريين بمزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية، وتجديد التدفق النقدي، الذي يسمح للقاهرة بشراء أسلحة أمريكية وتدفع بشكل آجل، ترامب تعهد بخفض المساعدات الخارجية.
وفي الوقت نفسه، يجب على ترامب إعطاء الأولوية لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وتحاول القاهرة الفوز بهذه المناقشة من خلال اللعب على تعهد ترامب بخلق فرص للعمل، حيث يساعد شراء منظومات الأسلحة في نهاية المطاف على توفير فرص العمل في صناعة الدفاع.
أفضل فرصة للرئيس ترامب ﻹبرام "صفقة جيدة" مع الرئيس السيسي قد تكون الاثنين القادم، عندما يتلقى الزعيم المصري ترحيب واشنطن الذي كان يريده منذ فترة طويلة.
ولكن إذا كان وضع الرئيس السيسي في جيبه هذا الانتصار بدون الاعتراف بأي شيء عن علاقة بلاده المتعمقة مع روسيا، ومحاكمة الأمريكيين، أو أولويات المساعدات، فإن ترامب قد يهدر أفضل فرصة لواشنطن منذ سنوات.
الرابط اﻷصلي