بعد تفجيرات بهتيم والمعادي وطنطا.. هل عاد العنف إلى شوارع المحافظات؟

تفجير المعادي

عادت موجة العنف للظهور من جديد داخل القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا،حيث وقعت 3 عمليات نوعية في مناطق متفرقة خلال مدة زمنية قصيرة لم تتجاوز الأسبوع الواحد.

 

 

العملية الأولى وقعت في الرابع والعشرين من مارس الماضي في منطقة المعادي بالقاهرة، نتج عنها مصرع شخص وإصابة 4 أخرين جراء انفجار عبوة ناسفة.

 

 

لم تكد دماء ضحايا العملية الأولى تجف حتى تبعها الإرهابيون بعملية أخرى أعلى الطريق الدائري في بهتيم بمحافظة القليوبية، ولم يسفر انفجار العبوة الناسفة بدائية الصنع عن وجود ضحايا في صفوف البشريين.

 

 

واليوم السبت استخدم عدد من الإرهابيين دراجة نارية مفخخة في تفجير مركز تدريب الشرطة بطنطا بمحافظة الغربية، والذي نتج عنه إصابة 14 شخصا إصابات بالغة واحتراق إحدى السيارات.

 

 

عدد من الخبراء الأمنيين والمتخصصين في شئون الجماعات الإرهابية، اعتبروا تلك العمليات عودة مرة أخرى لعمليات العنف داخل إلى قلب الدولة المصرية وبعيدا عن سيناء.

 

و أشار الخبراء أن الدافع ورائها يعود إلى الحصار الذي تفرضه قوات الجيش على الإرهابيين داخل سيناء، لافتين إلى أن توقيت العمليات له دلالة واضحة والذي يأتي متزامنا مع أول زيارة رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتستمر لخمسة أيام.

 

 

بداية قال اللواء حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات الحربية السابق، إن مصر سوف تظل مستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية لفترات زمنية طويلة، بعيدا عن تصريحات القضاء على الإرهاب التي تتكرر يوميا،وهذا الأمر لا ينكر جهود الجيش في محاربة الإرهاب في سيناء- حسب حديثه.

 

 

وأضاف باشات، في تصريحات لـ "مصر العربية"أن توقيت العمليات الإرهابية وأعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة في الفترة تأتي متزامنة مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس ترامب، بهدف إفشال الزيارة وإظهار ضعف الأجهزة الأمنية المصرية في مواجهة الإرهاب.

 

 

وأكد وكيل جهاز المخابرات السابق،أن القوات المسلحة تسيطر على سيناء بدرجة كبيرة الأمر الذي يدفع تلك الجماعات الإرهابية إلى استهداف الداخل.

 

 

الدكتور فؤاد علام، الخبير الأمني، أوضح أن القوات المسلحة لا تواجه الإرهاب لكن ما تقوم به من جهود يأتي في إطار إحباط عمليات للجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن مواجهة الإرهاب لها استراتيجية علمية قائمة على عدد من المحاور، و في حال تطبيقها يمكن القول إن الدولة تواجه الإرهاب.

 

 

وأشار علام لـ "مصر العربية"، إلى أن العمليات الإرهابية توقيتها يعتمد على وجود ثغرات أمنية تسمح بتنفيذها، وعلى هذا النحو لا يمكن للإرهابيين تحديد مواعيد مسبقة لعمليات العنف والتفجيرات التي يقومون بها.

 

 

وفي السياق ذاته، رأى أحمد عطا، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن منهجية العنف لدى الجماعات الإرهابية تجاه مؤسسات الدولة لن تنقطع، والميليشيات المسلحة أيا كان مسماها تنكمش حال تلقيها ضربات موجعة وهو ما حدث في الفترة الأخيرة وتحديدا عقب استهدف العميد عادل رجائي، وتفجيرات الكنيسة البطرسية، ثم تعود من جديد للنشاط واستكمال عملياتها.

 

 

تلك الفترة التي تنكمش فيها الجماعات الإرهابية أطلق عليها عطا ،استراحة محارب،متوقعا أن تواجه الدولة المصرية ومؤسساتها موجة عنيفة من الموجات الهجومية والتفجيرات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، وهو ما يلقي على الشارع المصري بظلاله السلبية.

 

 

وتابع الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن هناك سبب آخر لهذه العمليات حتى وإن كانت محدودة النتائج بشكل واضح وهو إفساد زيارة الرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة، في محاولة لإجهاض أية اتفاقات متوقعة بين مصر وأمريكا وخاصة في مجال السياحة.

 

 

واختتم عطا، حديثه قائلا إنه يوجد الكثير من العناصر التي نجحت الجماعات الإرهابية في استقطابها وأغلبها من الشباب، وتلقوا تدريبات في معسكرات بمرسى مطروح، والإشكالية التي تواجه الأمن في التعرف عليهم هو عدم توافر قاعدة معلومات بشأنهم، وهذه العناصر هي ما تظهر من وقت لآخر تحت مسميات جماعات وحركات مختلفة.

 

 

مقالات متعلقة