كشف مصدر أمنى، اليوم الأحد، عن تراجع القوات المسلحة العراقية في حي اليرموك بالجانب الغربي لمدينة الموصل(شمال)؛ إثر هجمات انتحارية شنها مسلحو تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال الساعات القليلة الماضية، ما أسفر عن مقتل و إصابة 13 شخصا أغلبهم جنود. وقال العميد الركن مصطفى الخزرجي في جهاز الرد السريع (تابع للداخلية) للأناضول، إن "تنظيم داعش في حي اليرموك يقاتل بشراسة وقد دفع فجر اليوم بثلاث عجلات مفخخة إحداها استهدفت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، أوقعت قتيلا وجريحين من القوات، فضلا عن إلحاق اضرار بإحدى العجلات العسكرية". وأشار أن "عجلة مفخخة أخرى دفع التنظيم بها نحو القوات المتمركزة قرب مدخل الرئيس لحي اليرموك، أسفرت عن مقتل جنديين، أحدهم برتبة ملازم ٍأول". وتابع الخزرجي في ذات السياق بالقول "صباح اليوم هاجم انتحاري يقود عجلة مفخخة القوات الأمنية المتمركزة شرقي اليرموك، ما أسفر عن إصابة خمسة جنود إصابات ثلاثة منهم خطرة للغاية". وأضاف، أن "التنظيم أعقب الهجمات الانتحارية التي شنها، بهجمات مسلحة مستخدما الأسلحة النارية المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون، الأمر الذي أرغم القوات على التراجع والتمركز على تخوم حي اليرموك بانتظار تدخل جوي حاسم لبدء التوغل من جديد وتحريره من سيطرة المتشددين ومن ثم تطهيره". الخزرجي رأى أن "المقاومة التي يبديها تنظيم داعش فيما تبقى من مناطق بالجانب الغربي للموصل أمر طبيعي، لأنه بات يعلم أنه لا خيار أمامه سوى الموت بعد تضييق الخناق عليه من الجهات كافة، وإصرار الأطراف الدولية والمحلية، على القضاء على المسلحين وتدميرهم". وبين الخزرجي ان "المدنيين في حي اليرموك خاصة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة المتشددين بغربي الموصل يعيشون حياة صعبة وظروفا قاهرة". وفي شرقي الموصل، أفاد النقيب سعدون خالد الرمضاني في قوات الرد السريع، للأناضول، أن "مدني قتل وأصيب طفلان؛ جرّاء سقوط صاروخ كاتيوشا على منزلهم في حي الجزائر شرقي الموصل قرب شارع التل". وتابع الرمضاني، ان "فرق الإسعاف التابعة للفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي وبالتعاون مع فرق الجهد الهندسي تمكنت من إسعاف الطفلين الجريحين وانتشال الجثة من تحت الأنقاض ونقلها الى دائرة الطب العدلي". والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها "داعش" في صيف عام 2014. وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت قبل أكثر من شهر هجوماً لاستعادة الشطر الغربي للمدينة. ووفق الأمم المتحدة فإن نحو 600 ألف مدني لا يزالون في الجانب الغربي للمدينة بعد أن فر منها ما يصل إلى 200 ألف خلال الأسابيع الأخيرة.