يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي البيت الأبيض الاثنين، في إشارة واضحة إلى رغبة إدارة ترامب في تبني نظام ديكتاتوري، رفضته الإدارة السابقة. بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
السيسي أول رئيس مصري يزور البيت الأبيض منذ ثورة عام 2011، وعلى عكس أوباما، الذي امتنع عن دعوة السيسي لواشنطن، ترامب لديه علاقات دافئة منذ اجتماعهما على هامش الاجتماع العام للجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 2016.
وقالت الصحيفة، ترامب مثل السيسي تعرض لانتقادات بسبب هجماته على وسائل الإعلام، وقال مسئول رفيع المستوى في البيت اﻷبيض:إن الزعيمين سوف يركزان على الأمن، وكلاهما يرى أن دولتهما وإداراتهما مستهدفان بشكل غير طبيعي".
ونقلت الصحيفة عن "ها هيليير" المحلل في مركز الأبحاث الملكية المتحدة في لندن: إن كلا منهما وصل إلى السلطة من خارج النخبة السياسية على خلفية شعبيته التي تبدو غائبة عن أيديولوجية تفكر بوضوح".
ووفقا للصحيفة، يتشارك الرجلان في الولع بالبذخ رغم الظروف الحالية، وتحدثت تقارير عن أن ترامب حظي بموكب عسكري عند تنصيبه، في حين سخر البعض من السجادة الحمراء التي سار عليها السيسي وبلغ طولها عدة كيلومترات.
وبالنسبة لترامب، فإن زيارة السيسي تتيح فرصة ﻹظهار قوة علاقته مع زعيم الدولة الأكثر سكانًا في العالم العربي، بعد قرار حظر سفر مثير للجدل يستهدف ستة بلدان ذات أغلبية مسلمة. اختيار ترامب للترحيب بالسيسي في البيت الأبيض يتناقض مع سلفه.
ووقفت الولايات المتحدة المساعدات التي تقدمها إلى مصر في أكتوبر 2013، بعد وقت قصير من استيلاء السيسي على السلطة.
وفي حين كانت إدارة باراك أوباما تطالب السيسي بتحسين سياساته الخاصة بحقوق اﻹنسان، ترامب لم يذكر بعد سجل مصر في مجال حقوق الإنسان، وقال مسؤول في البيت الأبيض:" نهجنا التعامل مع هذه الأنواع من القضايا الحساسة بطريقة خاصة وأكثر سرية .. ونعتقد أنها الطريقة الأكثر فعالية لدفع هذه القضايا إلى اﻷمام".
ونقلت الصحيفة عن "دانيال بنيم" باحث في مركز واشنطن للتقدم:"ترامب يفضل الوقوف مع رجل قوي ضد الإرهاب أكثر من اهتمامه بالتحديات المحلية في مصر .. أو القيم الأمريكية التي أصبحت على المحك".
وأضاف: ترامب أشاد بالسيسي ﻷنه سيطر بقوة على مصر، ومباركة الحملة التي أدانها الرئيس أوباما"، مشيرًا إلى أن فوز ترامب أتاح فرصة لمصر لتغيير الطريقة التي تنظر بها إلى واشنطن.
وتقليديا يركز رؤساء مصر خلال زيارتهم لواشنطن على زيادة حصة البلاد من المساعدات العسكرية، وذلك، ظاهريا لتحسين جهودها لمكافحة الإرهاب ضد داعش في سيناء، وهذا يعني في كثير من الأحيان محاولة الحصول على أسلحة متطورة مثل طائرات F-16 ، و دبابات M1A1 حتى لو قال الخبراء، إنها من غير المحتمل أن تكون مفيدة في معارك سيناء.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور "روبرت سبرينجبورغ" الأستاذ في الدراسات الحربية بكلية كينغز كوليدج لندن قوله: حملة مكافحة الإرهاب في سيناء وفي مصر نفسها لم تحقق أهدافها، ويرجع ذلك إلى الأساليب القاسية، وسوء الاستخبارات، وتزايد السخط الشعبي .. والمعدات العسكرية الجديدة لن تتلافى هذه العيوب".
ويواصل الرئيس السيسي القول إن مصر شريك إقليمي رئيسي في مكافحة داعش، حتى عندما يقول المراقبون إن النتائج على أرض الواقع تروي قصة مختلفة.
ويخشى المحتجون وجماعات حقوق الإنسان من أن العديد من المواطنين الأمريكيين المسجونين في مصر لن يتم ذكرهم خلال اجتماع ترامب والسيسي.
الرابط اﻷصلي