"وفد مكون من رياض حجاب رئيس الهيئة السورية العليا للمفاوضات، وجهاد مقدسي رئيس وفد منصة القاهرة إلى محادثات جنيف، ونائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الحكيم بشار، ويحيى القضماني رئيس بعثة هيئة المفاوضات إلى جنيف، يتوجهون غدا للولايات المتحدة للقاء بعض الشخصيات الأمريكية الهامة".
هذا ما كشفه بسام الملك القيادي بالائتلاف الوطني السوري المعارض لـ"مصر العربية"، مفيدا بأنهم سيلتقون بـقيادات من الحزب الجمهوري وأيضًا، وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، لاستطلاع وجهة أمريكا المقبلة من القضية السورية.
وأشار إلى انقسام داخل البيت الجمهوري بين فريقين الأول يقوده جون ماكين الذي يرى أن بشار الأسد مجرم وقاتل ولابد من رحيله فورا، والفريق من عبرت عنه سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بأن رحيل الأسد ليس أولوية لأمريكا والأهمية لقتال داعش ومن ثم يلتفتون للأسد.
تحديد الموقف من جنيف 6
وأوضح القيادي البارز في المعارضة أنه على ضوء ما سيستشفونه من الزيارة ومن الاتجاه الجديد للإدارة الأمريكية الحالية سيقررون المشاركة في مفاوضات جنيف 6 التي دعا إليها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا من عدمه.
وذكر أن الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف لم تسفر عن أي شيء، وتحولت كل الجولات لتضييع وقت لحين تبلور الموقف الأمريكي في سوريا لذلك يتوجه وفد المعارضة لهناك.
مرواغة دي ميستورا
وكشف الملك أن دي ميستورا يجلس مع وفد النظام على حده ويؤيده في حربه على الإرهاب، ويجلس مع المعارضة ويعطيهم الحق في المطالبة بتقديم الانتقال السياسي في سوريا على أي ملفات أخرى، وفي الوقت نفسه يرفض وفد النظام الجلوس مع المعارضة متهمهم بالإرهاب، متسائلا:" ما الذي يحضره لجنيف إن كان يرانا إرهابيين".
وشدد على أن المجتمع الدولي لا يريد غالب ولا مغلوب في سوريا، ولكن يرغب في وجود قوتين متساويتين يتقاتلون للأبد حتى يستنزف كل منهما الآخر.
ولكن جهاد المقدسي الذي أكد توجهه للولايات المتحدة غدا ذكر أن زيارته لأمريكا جاءت بناء على دعوة من معهد كارنيغي للسلام الدولي لإلقاء كلمة عن الحل السياسي في سوريا.
وبيّن في حديثه لـ"مصر العربية" أنه ليس ضمن أي وفد لأمريكا، ودعوته شخصية وفردية من جانب المعهد"، مردفا:" ربما حجاب وبشار والقضماني لديهم لقاءات في أمريكا ولكن ليس لدي معلومة مؤكدة".
مشاركة رغم ضعف النتائج
وأعلن مقدسي عزمهم المشاركة في مباحثات جنيف 6 المرتقبة، مفيدا أن العمل الدبلوماسي تراكمي ويجب الاستمرار فيه رغم كل الإحباط من ضعف نتائج جولات جنيف السابقة.
ودون أن تثمر جنيف 4 عن شيء يذكر أُعلن تنظيم جولة جديدة من المفاوضات في المدينة السويسرية، وقبل أن يُعلَم الجدوى من جنيف 5 أطلق المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا جولة سادسة، دون معرفة ما الفائدة وراء كل هذه الجولات من مفاوضات لا توقف أنهار من الدماء تسيل بسوريا ولا تقرب وجهات النظر ولا تساهم في رفع الحصار عن المناطق المحاصرة.
جولات متكررة
ولم يكن هناك جدوى لأي جولة من جنيف سوى الأولى يونيو 2012 منها التي خرج عنها بيان ومن ثم قرار من مجلس الأمن 2218 الذي حدد مسار الحل في سوريا بتشكيل هيئة حكم انتقالية تتسلم السلطة بالكامل حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة وصياغة دستور جديد، إلا أن هذا البند لم يفعل فأصبحت هي والعدم سواء.
وأما جنيف 2 التي كانت يناير 2014 فأعلن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي لسوريا حينها فشلها، لأن النظام رفض مناقشة بند تشكيل هيئة حكم انتقالية وكان هو البند الأساسي للمفاوضات، وكذلك فشلت جنيف 3 في فبراير 2016 بسبب انسحاب المعارضة على خلفية قصف مدينة حلب المستمر وقتها.
جنيف 5
فراس الخالدي أحد المشاركين في مفاوضات جنيف 4 و 5 ضمن وفد المعارضة قال عن الجولة الخامسة إن النقاش فيها جاء في مضمون السلاسل الأربع هو إنجاز بحد ذاته خصوصا وأنها بداية للدخول في صلب التفاوض.
والسلاسل الأربع التي أعلنها دي ميستورا عقب انتهاء مفاوضات جنيف 4 هي تشكيل حكومة غير طائفية خلال 6 أشهر يليها صياغة الدستور والثالثة تتضمن انتخابات في سوريا خلال 18 شهرا بإشراف أممي الرابعة الحرب على الإرهاب والعمل على إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.
ويؤمن الخالدي في حديثه لـ"مصر العربية" أن جنيف 6 ستكون غالبا في منتصف الشهر المقبل، متابعا:" نتوقع أن يدخل في التفاوض ونأمل أن يكون مباشر وذلك كله مربوط بنتائج مشاورات الأستانة التي ستبحث تفعيل وقف الأعمال العدائية وآليات تثبيته".
استعداد
وقال دي ميستورا، إن جميع المدعوين لمفاوضات جنيف-5، شاركوا بتفاصيل وجوهر المناقشات التي اتسمت بالجدية والتفاعلية، مبينا أن الأطراف السورية مستعدة للمشاركة في جنيف-6.
وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن موعد الجولة الجديدة مرهون بمشاورات يجريها في مجلس الأمن، وأخرى مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريش، نهاية الأسبوع المقبل.
فلسطين جديدة
من جانبه رأى فراس الحاج الناشط الحقوقي السوري أن المفاوضات أصبحت مثل التي تجرى حول حل القضية الفلسطينية، والهدف منها كسب النظام السوري وحلفائه للوقت للقضاء على المعارضة.
ويعتبر في تصريحات لـ"مصر العربية" أن المفاوضات ليس لها قيمة، فعلى الأرض المعارك شرسة ولا تتوقف، ملمحا أن وفد النظام السوري ينفذ ما أعلنه وزير الخارجية السوري إبراهيم المعلم بأنهم ينوون إغراق المعارضة في التفاصيل.
وعن زيارة قيادات من المعارضة لأمريكا قال الحاج إن اللقاءات الدبلوماسية مفيدة وضرورية ولكن القرار في أمريكا بيد الكونغرس ومجلس الشيوخ فقط، ولقاء الأحزاب والمسؤولين لن يجدي كثيرا.
ونوه بأن الدبلوماسيين الأمريكان لا يريدون استعداء النظام السوري حاليا، مفيدا بأن المعارضة ستستنزف في المفاوضات حتى تتفق القوى الدولية على تقسيم الكعكة السورية وحينها سيتوصلون لحل في خلال 24 ساعة وهذا لن يكون قبل حسم معركة الرقة معقل داعش في سوريا.