ذكرياتي| هيثم فاروق (2): بصري اكتشفني في قلب الدفاع.. وكاد ينهي مشواري في بدايته

هيثم فاروق

الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة "ذكرياتي".

 

يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق لـ"ستاد مصر العربية"، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الأسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ويحكي في الحلقة الثانية قصة انضمامه لمنتخب الشباب وتفاصيل رحلة التأهل إلى نهائيات مونديال كندا.

يقول هيثم فاروق: "بدأنا تصفيات كأس العالم مع الراحل طه بصري، وأتذكر جيدًا تاريخ المباراة الأولى يوم 26 سبتمبر 1986 في مواجهة أثيوبيا ومعظمنا كان يدخل ستاد القاهرة للمرة الأولى وانبهرنا، فقد شاهدنا قبلها بشهور قليلة تتويج مصر بكأس الأمم الأفريقية 86". "منتخب أثيوبيا كان معظمه من اللاعبين المسننين، وكانت تلك مباراتنا الأولى، وكانوا أفضل منا، وكان من الممكن أن يهزمونا بنتيجة كبيرة، ولكن سجلنا 3 أهداف من 3 هجمات فقط، وحققنا الفوز بثلاثية بيضاء، وكنا متأكدين من خسارتنا في مباراة الإياب، وفي هذه المباراة لعبت في مركز الظهير الأيسر".  

"وكانت النقطة الفارقة في تاريخي اقتراح بصري أن ألعب في مركز قلب الدفاع وليس الظهير الأيسر، وقال لي ستكون الأفضل في مصر إذا لعبت في هذا المركز، وشرح لي الأمر بأنني أملك السرعة والمرونة ولكن لا تناسب مركز الظهير الأيسر، أما في قلب الدفاع ستكون الأفضل".

 

"قبل لقاء الإياب، الذي توقعناه قويًا وسبب لنا خوفًا كبيرًا، فوجئنا بهروب معظم لاعبي المنتخب الإثيوبي داخل القاهرة لطلب اللجوء السياسي، فكانت المعجزة بإلغاء مباراة الإياب، وتأهلنا مباشرة إلى الدور الثاني". "تأهلنا لمواجهة الجزائر على بطاقة الصعود إلى كأس العالم بكندا، وحينها كنت أبلغ 16 عامًا وأدرس في الثانوية العامة، وتعادلنا 0-0 في مباراة الذهاب على ملعب المقاولون العرب، وفوجئنا بهجوم إعلامي كبير علينا ومانشيتات من قبيل صدق اللي قال عيال عيال والأمل راح، ولكن على النقيض أتذكر الدكتور المحترم خطاب عمر خطاب، طبيب المنتخب وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، ومعه بصري قالوا لنا الأمل موجود والأهم أننا لم نستقبل أهدافًا في القاهرة". "في الجزائر كانت مباراتنا الأولى خارج مصر، وكانت المرة الأولى التي نستقل فيها الطائرة، كانت المباراة في يناير 1987، وكان الجو بارد جدًا، ومعظمنا لم يعتد اللعب في الأمطار، وتحدث معي بصري قبل المباراة وقالي لي أنت اسكندراني وهتقدر تلعب في المطر.. فقلت له بالتأكيد معتاد على هذه الأجواء". "ليلة المباراة خرجت ومعي ويحيى نبيل، نجم الزمالك، وسيد السويركي، حارس مرمى الإسماعيلي، وذهبنا لشراء ملابس وتمر، ولم نكن نعلم قواعد المعسكرات، وعند العودة إلى الفندق وجدنا محمد يوسف وكان قائد الفريق حينها ينتظرنا على الباب وقال لنا أن بصري منفعل ومستاء جدًا، وبالفعل قابلنا المدير الفني وألقى ما اشتريناه في الشارع، وقال لنا أنتم لا تقدرون قيمة منتخب مصر، ولو خسرنا مباراة الغد ستكون نهايتكم".  

"بعد ليلة عصيبة لم نستطع أن ننامها، شاركت أساسيًا في مركزي الجديد قلب الدفاع، وشارك يحيى نبيل أيضًا، واستطعنا تحقيق الفوز، وقدمت مباراة طيبة، ونجحنا في العودة ببطاقة التأهل، وكنت الأسعد في هذا اليوم، فما فعلته ليلة المباراة والتوبيخ الذي طالني من بصري كان كفيلاً بإنهاء مشواري في بدايته".

 

 

مقالات متعلقة