قال الكاتب الإسرائيلي "شلومو شامير" إن استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعدد من زعماء العالم في البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يأتي للتغطية على فشله في عدد من الملفات الداخلية بينها إلغاء قانون "أوباما كير"، وتفعيل أوامر حظر الهجرة من ستة دول شرق أوسطية.
وأكد في مقال بصحيفة "معاريف" الثلاثاء 4 أبريل بعنوان "بعد الفشل في الداخل هل يستطيع ترامب أن يجد عزائه في العلاقات الخارجية؟"، أن لقاء ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يكشف تجاهل الرئيس الأمريكي انتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان وسعي ترامب نفسه لتوفير الغطاء للأنظمة الديكتاتورية والزعماء المستبدين على حد قوله.
إلى نص المقال..
بعد الحرج الذي واجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قضايا داخلية خلال الأسابيع الماضية، بينها فشله في إلغاء الإصلاحات الصحية لسابقه باراك أوباما، والإلغاء المتكرر لأوامر الهجرة على يد المنظومة القضائية، يركز الرئيس هذا الأسبوع على مكان يشعر فيه بالراحة، وهو الساحة الدولية.
بدأ ترامب أسبوع الانشغال بالدبلوماسية العالمية باستقبال ساخن ومشجع في البيت الأبيض للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. بعد ذلك سيلتقي الملك الأردني عبد الله الثاني بالبيت الأبيض، ولقاء مهم مع الرئيس الصيني تشي جينبينغ ، وفي نهاية الأسبوع حديث في البيت الأبيض مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن.
بالنسبة لمعلقين في واشنطن وعناصر سياسية في مركز الأمم المتحدة بنيويورك، جاء اللقاء مع الرئيس المصري كإشارة جديدة لتجاهل ترامب تماما مسألة حقوق الإنسان، وإبدائه لامبالاة تجاه الأنظمة الديكتاتورية والزعماء المستبدين الذين ينتهكون في بلدانهم حقوق الإنسان كسياسات شبه رسمية، ويقمعون الخصوم بوسائل وحشية، ويتحرشون عمليا بحرية الصحافة. قال دبلوماسي غربي كبير في نيويورك "يؤيد الرئيس ترامب أيضا استمرار نظام بشار الأسد في سوريا الذي تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون مواطن سوري".
حول تصريحات الرئيس ترامب لدى استقباله الرئيس المصري التي قال فيها "قام بعمل رائع في ظروف صعبة"، رد دبلوماسيون في نيويورك بهز أكتافهم وبملاحظات غير مشجعة، ولاعتبارات دبلوماسية تهامسوا بها فيما بينهم.
من الجانب المصري، ركز الرئيس المصري بالحصول على وعد من الرئيس ترامب، ليس فقط باستمرار المساعدات الأمريكية لمصر، بل أيضا بزيادتها بعد تقليصها من قبل الإدارة السابقة احتجاجا على انتهاك حقوق الإنسان في مصر. على الأرجح ستُطرح مسألة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مباحثات ترامب والسيسي. لكن ليس بالمستوى الذي يجب أن يثير القلق في تل أبيب.
تثير زيارات زعماء دول العالم للبيت الأبيض بين المعلقين والخبراء اهتماما كبيرا بالسياسات الخارجية المتوقعة للبيت الأبيض.
“السياسات الخارجية للرئيس ترامب لن تعيد للولايات المتحدة مجدها مثلما تعهد بذلك ترامب"، كتبت صحيفة الأكومينيست في مقالها الافتتاحي. وتوقعت الصحيفة أن يكتشف ترامب في القريب أن إدارة العلاقات الخارجية ليست صفقة يمكن لامبراطور العقارات الدخول فيها ببساطة وتوقع النجاح. “لا يملك المهارات لإدارة سياسة خارجية فاعلة"، توقعت الصحيفة.
الخبر من المصدر..