يديعوت: الأسد جهز سلاح «يوم القيامة» لإسرائيل فاستخدمه ضد شعبه

مشاهد من مجزرة الكيماوي في خان شيخون

“المشاهد الفظيعة التي نشاهدها اليوم في إدلب جرى التخطيط في الأساس أن تكون هنا في إسرائيل. السلاح الرخيص الفتاك الذي خزنه الجيش السوري على مدى عقود، الجرثومي والكيماوي، كان من المفترض أن يشكل "سلاح يوم القيامة"، حال اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل وتعرض النظام للخطر. لكن الظروف تغيرت وجاء التهديد بإسقاط النظام من الداخل، من الشعب السوري".  

هذا ما خلص إليه الدكتور "يارون فريدمان" محلل الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في مقاله المنشور بالصحيفة الأربعاء 5 أبريل بعنوان "سلاح يوم القيامة الذي احتفظ به الأسد لإسرائيل يوجهه في النهاية ضد مواطنيه"، تطرق فيه لدلالات مجزرة خان شيخون في إدلب التي ارتكبها طيران الأسد أمس مستخدما غاز السارين ضد المدنيين العزل، ما أفضى لمقتل العشرات بينهم أطفال ونساء.

 

وبخلاف استخدام الأسد السلاح الكيماوي لأول مرة في 21 أغسطس 2013 بمنطقة الغوطة الشرقية، ما تسبب في مقتل ما يقرب من 1400 شخص، وإصابة أكثر من 10 آلاف، يرى "فريدمان"، أنه بعكس تلك المرة التي صدرت التعليمات مباشرة من الأسد نفسه، فإن الروس الآن هم من يصدرون التعليمات ويصدقون على كافة العمليات العسكرية في سوريا.

 

وأضاف "لم يعد الرئيس السوري يتحكم في الوضع أو يدير أية سياسة منذ وقت طويل"، متسائلا "ما هو سبب تخزين النظام السوري في الماضي كميات كبيرة من السلاح الكيماوي؟ وهل روسيا متورطة، وما هي مصلحتها من الهجوم؟".

 

وقال الإسرائيلي "فريدمان" إن ضرب المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة أمس بالكيماوي ناجم عن حدوث تعافي كبير في صفوف المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة، من بينها "فتح الشام"، وهو ما تجلى في هجمات استهدفت مواقع في عقر دار النظام بالعاصمة دمشق.

 

“حاول المتمردون السوريون مؤخرا إطلاق قذائف هاون على السفارة الروسية في دمشق، لكنهم لم ينجحوا. الروس محبطون من المستنقع الذي غرقوا به غرب سوريا. ويدركون حقيقة أن الجيش السوري مع كل المساعدات التي يتلقاها من إيران وحزب الله، لا يستطيع الحفاظ على المناطق التي احتلها لوقت طويل دون مساعدة طائراتهم. الهجوم الكيماوي جاء لردع وصدمة المتمردين. لم يعد الجيش السوري يخشى أي رد بعد تجربته السابقة عام 2013، فدائما ما تقوم روسيا بالتغطية ولا ترد الولايات المتحدة في نهاية الأمر”، زاد المحلل الإسرائيلي.

 

ولم يستبعد "فريدمان" أن يكون الروس أعطوا الضوء الأخضر لطيران الأسد لتنفيذ مذبحة خان شيخون ردا على الهجوم الكبير الذي وقع قبل ذلك بيوم واحد بمدينة سان بوطرسبورج الروسية خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للمدينة، إذ فجر انتحاري نفسه في محطة المترو مخلفا أكثر من 10 قتلى و47 مصابا.

 

فرضية أخرى طرحها محلل "يديعوت" بقوله :”منذ سقوط حلب بيد النظام في ديسمبر 2016 انتقل آلاف المتمردين والمواطنين من المدينة ومحافظات أخرى احتلها النظام إلى إدلب، محافظة كبيرة جنوب حلب، لا تزال واقعة تحت سيطرة تنظيمات المتمردين. تزايدت المخاوف مؤخرا في الإعلام العربي من أن يكون هدف تركيز المتمردين في حلب هو تحويل المحافظة لمعسكر اعتقال كبير وتدمير كل سكانها تدرجيًا، مواطنين ومتمردين على حد سواء، مثلما فعل الروس ونظام الأسد في حلب الشرقية. ألا يثبت القصف الكيماوي صحة هذه الفرضية؟".

 

وفي نهاية المقال يؤكد "فريدمان" أن خطر استخدام السلاح الكيماوي ضد إسرائيل لم ينته باستخدام الأسد غاز السارين ضد شعبه، أو بتفكيك الأمم المتحدة كميات محدودة من الترسانة الكيماوية السورية، مشيرا إلى أن لدى الأسد حتى الآن مستودعات كبيرة من تلك الأسلحة، التي تتزايد خطورتها حال وصلت لتنظيم حزب الله الشيعي اللبناني.  

الخبر من المصدر..

 

مقالات متعلقة