أنهى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم إعداد "زيت الميرون"، في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
ويعد "الميرون" أحد أسرار الكنيسة التي تقع بعد المعمودية، و هي كلمة يونانية تعني الطيب أو العطر، حيث يمسح به الجسد 36 مسحة، حسب المعتقد المسيحي.
وبدأ البابا تواضروس، طقوس "صنع الميرون" للمرة التاسعة والثلاثين بالكنيسة، في العاشرة من صباح أمس الثلاثاء، بموكب احتفالي، ضم 92 أسقفا وهي المرة الثانية التي يعد فيها الزيت منذ وصوله للكرسي المرقسي.
موكب الأساقفة قبيل بدء طقوس صنع زيت الميرونوقال تواضروس، إن"سفر النشيد"، لا يقرأ إلا في مناسبة "صنع الميرون"، لافتًا إلى أنه لا يقرأ في أية مناسبات أخرى، نظير كونه "سفر الكاملين أو البالغين".
ووصف البابا "تقديس الميرون"، بأنه علامة النفوسة "المكرسة"، والسيرة العطرة للإنسان.
وأضاف خلال اليوم الثاني لإعداد الزيت، أن الميرون يرمز للرحمة، مؤكدا أنه لم تكن هناك أدوية من قبل تخفف آلام الإنسان، فكان زيت الزيتون الدواء الوحيد.
وأشار تواضروس إلى أن زيت الميرون له مناسبات كثيرة بحسب "الكتاب المقدس"، و يشير إلى ثلاث مظاهر في حياة الشخص المسيحي، يأتي أولها فيما أسماه "النفوس المكرسة"، مرورًا بـ"السيرة العطرة"، وانتهاء بـ"دعوة لعمل الرحمة".
البابا تواضروس يوقع في وثيقة صنع الميرون المقدس ضمن قائمة البطاركةوأوضح، أن الجميع يرشم (يمسح على جسده) بزيت الميرون مرة واحدة، باعتباره السر الثاني بعد المعمودية -ضمن أسرار الكنيسة المقدسة- وبعده يصير الملاك الحارس بثباته في الوسائط الروحية، حسب وصفه.
واعتبر تواضروس، أن السيرة العطرة، تنبثق عن روائح، وزيوت عطرية، لسيرة الإنسان، وهو ما يدعو لاستخدام الحنوط (مواد عطرية) عند الاحتفال بالقديسين، كإشارة إلى السيرة العطرة.
وأردف قائلًا: "الميرون دعوة يومية بأن تكون حياتك حياة بهذه السيرة العطرة".
البابا تواضروس يؤدي طقوس صلاة زيت الميرونولفت إلى أن زيت الميرون، يرمز للرحمة، حيث يتكون من 27 مادة عطرية نباتية الأصل، مضافة إلى زيت الزيتون، والزيت يرمز في أحد معانيه لـ"عمل الرحمة".
واستطرد: "الإنسان حاليا من كثرة تعامله مع المواد الجافة، والأجهزة التي تملأ حياتنا صار قلبه جافا قاسيا، والقلب القاسي هو الذي لا يعرف الرحمة، أما الزيت فمعروف أنه ملطف مهدئ ناعم للغاية، كن إذن رحيما كالزيت".
البابا تواضروس يؤدي طقس صلاة صنع زيت الميرونوكشف البابا تواضروس عن إنهاء عمل زيت الميرون، حيث تم إيداعه في 8 قزان (وعاء كبير) تحوي نحو 600 كيلو، وستحضر قداسات من الآن، وفي يوم إثنين شم النسيم، توضع الخميرة، وتحضر قداسات الخماسين المقدسة، والأواني ستنقل وتوضع في شرقية الهيكل-مكان داخل الكنيسة- بعد القداس.
وكان القديس أثناسيوس الرسولي، أول بطريرك صنع في عهده "زيت الميرون"، والذي يحمل رقم 20 بين بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية، في حين أن 5 بطاركة صنع في عهدهم مرتين، وهم: البابا كيرلس الثاني البطريرك رقم (67)، والبابا أثناسيوس الثاني البطريرك رقم (76)، والبابا يؤانس الثامن البطريرك رقم (80)، والبابا بطرس الخامس البطريرك رقم ( 8)، والبابا يؤانس التاسع عشر البطريرك رقم (113).
ويتفرد البابا شنودة الثالث رقم (117) بصنع الميرون 7 مرات، إحداها لإريتريا، في حين أن أقل مدى زمني لصنع "الميرون" مرتين متتاليتين من المرات السبع، عامين، حيث تم عمل الميرون للمرة الثالثة في عهده عام 1993 ثم جاءت المرة الرابعة عام 1995.