خبراء بعد لقاء السيسي وترامب: العرب ينتظرون سايكس - بيكو جديدة

السيسي وترامب

بكلمتين اثنتين، فتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، الباب واسعا أمام المهتمين بالعلاقات الدولية، للتساؤل حول الدور الذي ستلعبه مصر في الأيام القادمة ضمن الصراع المشتعل بامتداد خريطة المنطقة العربية أو ما يعرف بالشرق الأوسط.

 

 

"صفقة القرن" هكذا تحدث الرئيس، ليطرح لسان الحال، تساؤلات كثيرة ما تزال تبحث عن إجابة على ألسنة الخبراء بعد لقاء السيسي وترامب بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وتطرقهما إلى مواجهة المشكلات التي تعصف بأكثر من بلد عربي، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وذهب البعض أبعد قليلا إلى حد القول أن المنطقة العربية بانتظار "سايكس- بيكو" جديدة.

 

 

وسايكس بيكو مباحثات سرية تمت في 16 مايو 1916 بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، اتفقا خلالها على تقاسم تركة الإمبراطورية العثمانية وبالتحديد  منطقة الهلال الخصيب. ثم ما لبثت أن توجت التفاهمات باتفاقيات دولية رسمية بمؤتمر سان ريمو عام 1920.

 

 

فلسطين .. صفقة القرن

 

“ صفقة القرن هى القضية الفلسطينية" هكذا يجزم الدبلوماسي أمين شلبي سفير مصر السابق بواشنطن، لأنها قائمة منذ عقود طويلة، لذا سماها السيسي بصفقة القرن، وﻷنها كانت محور الحديث مع ترامب.

 

 

وقال لـ"مصر العربية،" إن تسوية القضية الفلسطينية بما يحقق طموحات الشعب الفلسطيني، سيتطلب مزيدا من التواصل مع القيادة الأمريكية للضغط على إسرائيل.

 

 

وبحسب شلبي فإن حل القضية متوقف على إقامة الدولة الفلسطينية متصلة الأطراف على أراضي 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 

وبخصوص المشاركات المصرية في القضايا العربية الأخرى التي طرحت خلال اللقاء، أكد شلبي أن مصر لا تحتاج توصية من أمريكا لكى تتفاعل مع قضايا الأقاليم العربية، سواء في سورية او اليمن، أو ليبيا أو العراق، فالقاهرة حاضرة في كل هذه الأزمات.

 

 

 

وقال إن التحركات المصرية لن تخرج عن إطار المساعي الدبلوماسية، ﻷن هناك رؤية مصرية لحل القضايا العربية سواء في ليبيا أو اليمن أو سوريا أو العراق.

 

 

وألمح إلى أن القضية الليبية تمثل أولوية بالنسبة للقاهرة لذا فإنها تتفاعل معها بشكل أكبر ﻷنها تؤثر تأثيرا مباشرا على الأمن القومي.

 

 

وذهب نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، إلى أن السيسي سيكون شريكا في التغيرات التي ستحدث على المستوى الإقليمي في الشرق الأوسط مستقبلا، متوقعا حدوث نقلة في العلاقات المصرية الأمريكية بعد الزيارة الأخيرة.

 

 

وبحسب فهمي فإن مصر ربما تكون شريكة في تخطيط الشكل القادم للشرق الأوسط، وكذلك تشكيل الرؤية الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، والذي لا يمتلك مواقف أيديولوجية ثابتة تجاه قضايا المنطقة عدا مكافحة الإرهاب وموقفه من إيران.

 

 

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة محمد حسين إن هناك مخططات واسعة ﻹعادة رسم موازين القوى في المنطقة، مشددا على أن مصر لن تشارك في أي عمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية خارج حدودها.

 

 

وأضاف حسين لـ" مصر العربية" إن كل التفسيرات التي خرجت حول ما قاله السيسي عن صفقة القرن مع ترامب، مجرد تخمينات، ولا أحد يعرف حتى الآن ما قصده.

 

 

 

 

 

 

وبحسب أستاذ العلاقات الدولية فإن الحكومة المصرية  لن تقبل بما يطمح إليه الإسرائيليون بعمل وطن بديل بسيناء لفلسطين وهي أضعف من إقناع الشعب المصري، بذلك، كما أنها لن تقدر على إقناع العرب بجعل القدس عاصمة لإسرائيل،ـ لذا فإنه من المرجح عدم إنهاء القضية الفلسطينية خصوصا وأن الاحتلال الإسرائيلي بات يرفض فكرة حدود العام 67.

 

 

وقال حسين إن هناك محاولات ﻹعادة ترتيب المنطقة وتغيير جوهرها فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، لكن لن يستطيع ترامب ولا السيسي تطبيقه على أرض الواقع ﻷن كل منهما يخضع لمؤسسات ولا يأخذ القرار منفردا.

مقالات متعلقة