قال الباحث البريطاني إتش إيه هيلر إن الرئيس السيسي لم يحصل خلال لقائه في البيت الأبيض ما يتجاوز كثيرا الصور التذكارية التي التقطها مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف في مقال بصحيفة جلوب أند ميل الكندية: “التقى الرئيس دونالد ترامب الإثنين الماضي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن، وسط ضجة كبرى صاحبت الزيارة من البيت الأبيض والحكومة المصرية".
واستطرد: “لقد فُعل الكثير بشأن الكيمياء بين الزعيمين، ولكن السؤال، ما الذي تم إنجازه بالفعل؟"
وأردف: “لم يحدث مؤتمر صحفي في أعقاب اللقاء، فقد سمح للصحفيين بالتواجد لتصوير بعض التعليقات من الرئيسي، دون الإجابة على أية أسئلة".
وأردف هيلر الباحث بمركز “أتلانتك كاونسل” : “طُلب من الصحفيين المغادرة بمجرد انتهاء ترامب والسيسي من التصريحات، لقد كان واضحا عدم وجود رغبة من إدارة ترامب أو معسكر السيسي في إزعاج "الكيمياء" بأسئلة محرجة".
مشاعر الصداقة والود التي ترامب للسيسي تجاوزت معاملته لزعماء دول حليفة وأكثر قربا للولايات المتحدة مثل ألمانيا.
ورأى هيلر أن كلمات الغزل المتبادلة بين الزعيمين ليست مفاجئة، قياسا للإطراء المتبادل بينهما في مناسبات متعددة.
واستدرك: “باختصار، بخلاف فرصة التقاط صورة تمجيدية، لم يحصل السيسي إلا على القليل".
وواصل: “هذه الفرصة في حد ذاتها شيء ما أرادته القاهرة، أن تحظى بلقاء للسيسي في البيت الأبيض".
ورأى الكاتب أن ما حدث في البيت الأبيض ليس بالجديد إذ أن علاقة القاهرة على المسرح الدولي عادت لطبيعتها في السنوات الأخيرة، بعد "وضع صخري" أعقب النصف الثاني من 2013، وتضمن تعليقا جزئيا ومؤقتا لبعض المساعدات الأمريكية للقاهرة، وسلسلة من البيانات الناقدة من الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض في موضوعات تتعلق بحقوق وحريات أساسية في عهد المؤسسة المصرية المدعومة عسكريا بعد مرسي".
لكن هذا "الوضع الصخري" والكلام للكاتب انتهى بسرعة نسبية، فاستعادت مصر عضويتها التي علقها الاتحاد الإفريقي، واستؤنفت المساعدات الأمريكية، وأصبحت عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بقليل من المعارضة.
وزار السيسي كذلك العديد إن لم يكن معظم دول الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بالنفوذ.
وفي هذا السياق، لم يكن تطبيع البيت الأبيض العلاقات مع السيسي حالة جديدة في حد ذاتها، لكنه تأكيد لوضع قائم في المجتمع الدولي، سواء كان ذلك صوابا أو خطأ، وفقا للكاتب.
وبحسب الباحث البريطاني، فإن لقاء ترامب والسيسي لم يضع حدا لقرار أوباما عام 2015 الذي أوقف منح معدات عسكرية لمصر دون الدفع نقدا.
وواصل: “مسؤولون في الإدارة الأمريكية ألمحوا إلى أن المستويات الراهنة من المساعدات ربما لا تكون مستدامة، وهو أمر لا يتعلق بمصر ولكن بشعار "أمريكا أولا الذي ترفعه إدارة ترامب".
ورغم أن فوز هيلاري كلينتون كان سيعني استمرار انتقاداتها الحقوقية لإدارة السيسي، وبالرغم من الكيمياء الأفضل بين المؤسسة السياسية المصرية ودونالد ترامب،لكن لا توجد إشارة إلى أن كلينتون حال دخولها البيت الأبيض كانت ستناقش أي تخفيض في المساعدات المصرية.
كلينتون الرئيسة كانت ستدعو السيسي في مرحلة ما لزيارة البيت الأبيض، في لقاء كان سيتسم بدفء أقل من ترامب، لكنه كان سيسفر عن سياسات أكثر إيجابية للقاهرة، من وجهة نظر الكاتب.
واختتم قائلا :”مع كل الحديث عن إعادة بدء للعلاقات الأمريكية المصرية، لم نشاهد بعد تغييرا حقيقيا، وربما قد يتغير ذلك مع الوقت، ولكن حتى الآن، فإن الفارق الرئيسي هو المزيد من الصور مع الكثير من المسؤولين المبتسمين".
رابط النص الأصلي