حقوق الإنسان.. الفريضة الغائبة عن مباحثات السيسي وترامب

ترامب مستقبلا السيسي

من بين قائمة طويلة من الملفات التي وجدت طريقها إلى طاولة مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، غاب ملف حقوق الإنسان كما توقع كثيرون، رغم مناداة كثير من المهتمين بتاريخ العلاقات المصرية الأمريكية بوضعه على أجندة الحوار كفريضة لا يصح أن تغيب عن التعاون الإستراتيجي بين أكبر بلد عربي والحليف الأمريكي.

 

 

و لم يكن غياب ملف حقوق الإنسان على طاولة اللقاء أمرا مستغربا، بل إن البيت الأبيض كان أكثر وضوحا حين رد أحد مسؤوليه على صحفي طرح سؤالا حول موقف الإدارة الأمريكية من ملفي الاقتصاد وحقوق الإنسان، بالقول:"من المرجح أن يتجنب الرئيس ترامب مناقشة وضع حقوق الإنسان في مصر مع الرئيس السيسي".

 

 

 

وطالب المحرر بصحيفة واشنطن بوست، جاكسون ديل، رئيسه دونالد ترامب بتطبيق مبدأه "أميركا أولا"، ودعا بالتدخل للإفراج عن الأمريكية المصرية آية حجازي العاملة في مجال مساعدة أطفال الشوارع.

 

 

أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة نهى أبو بكر، قالت لـ"مصر العربية" إن الإدارة الأمريكية لن تتبع نفس أسلوب الإدارة السابقة في تناولها لملف حقوق الإنسان بالقاهرة، حيث أنها لن تتطرق لها إلا في السر.

 

 

وقالت إن واشنطن لن تكرر الاتهامات والانتقادات التي دأبت على توجيهها إدارة أوباما لنظام السيسي.

 

 

وركزت افتتاحية "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس الثلاثاء، على الوضع الحقوقي والإنساني في مصر، وسلطت الضوء على المواطنة الأمريكية المحبوسة في مصر، آية حجازي.

 

 

وقال الحقوقي نجاد البرعي إن عدم ذكر حقوق الإنسان على على طاولة الحوار بين ترامب والسيسي أمر طبيعي ومفهوم.

 

 

وأشار البرعي إلى أن عدم التطرق لملف حقوق الإنسان لم يقتصر فقط على لقاء السيسي وترامب، ففي الزيارة الأخيرة لأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية إلى مصر لم تطرق أيضا إلى هذا الملف.

 

 

ويرى البرعي الذي يتولى رئاسة المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية والمحاماة، أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح وليس على المبادئ الإنسانية وأنه عند التقاء المصالح لا مكان للحديث عن حقوق الإنسان.

 

 

وأكد البرعي على أن الدول الأوروبية لا يعنيها الآن إلا الحرب على الإرهاب ووقف الهجرة إلى سواحلها.

 

وحول عدم التطرق إلى ملف سجن آية حجازي ذات الجنسية الأمريكية يرى البرعي أن الأخيرة ستعرض على المحكمة في الأيام القادمة وهو ما يعد مؤشرا لبراءتها لا سيما أنها قضت ما يقارب الثلاث سنوات في السجن.

 

 

 

وقال الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية إن ملف حقوق الإنسان يستخدم فقط لابتزاز الدول التي تتعارض سياساتها مع سياسات الدول الغربية.

 

 

واستشهد صادق في تصريحاته لـ"مصر العربية"، بتراجع الرئيس السابق باراك أوباما عن قطع المساعدات العسكرية لمصر.

 

 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن السعودية وإسرائيل والكثير من الدول غيرهما تنتهك حقوق الإنسان صباحا ومساء ولا يتم توجيه أي انتقادات لها.

 

 

وأشار صادق إلى أنه عندما تذكر المصالح بين الدول فلا مجال للحديث عن حقوق الإنسان.

مقالات متعلقة