صحيفة بريطانية: تريزا ماي.. هل تشعل تمرد السعوديات؟

قيود صارمة على المرأة في المجتمع السعودي

لم تلتزم رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بالقواعد الصارمة التي تنظم ارتداء الملابس من جانب السيدات في المملكة العربية السعودية خلال مقابلتها مع ولي العهد السعودي.

هكذا استهلت صحيفة "مترو" البريطانية تقريرًا تناولت فيه رفض ماي القاطع تغطية شعرها أثناء مقابلة جمعتها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وهو ما أثار جدلا واسعا في البلد العربي المحافظ  الغني بالنفط.

 

وذكر التقرير أن ماي رفضت الانصياع إلى مطالبات البعض لها بارتداء "إيشارب" يغطي شعرها، أثناء الاجتماع، وهو ما حدث بالفعل، لتتحدى بذلك قانون الملابس الصارم في البلد الخليجي والذي يلزم السيدات بارتداء ملابس طويلة تغطي جسدها بالكامل وغطاء للرأس.

 

وصرحت ماي في وقت سابق أنها تأمل أن تكون نموذجا يُحتذى له من قبل النساء السعوديات اللائي قد يشعرن بالظلم والقهر من القوانين المقيدة لهن والتي تحظر عليهن قيادة السيارة وتحجيم تحركاتهن داخل المملكة بمفردهن دون رجل وصي.

 

ودافعت رئيسة الوزراء البريطانية  في تصريحات سابقة أمس الأول الثلاثاء قبيل زيارتها للسعودية والتي سبقتها بزيارة للأردن، عن الزيارة، موضحة أنها تتمنى أن تكون مصدر إلهام للمرأة السعودية عبر التأكيد لها على ما تستطيع تحقيقه، وإمكانية تولي العنصر النسائي هناك الأدوار القيادية.

 

وأضافت ماي: "من المهم جدا بالنسبة لي كامرأة قائدة، وكرئيسة للحكومة البريطانية أن أحافظ على العلاقات مع السعودية والتي تعني الكثير لنا كدولة ولأمننا وتجارتنا في المستقبل."

 

وواصلت:" لكني أود أن ينظر إليّ الشعب السعودي على أنني سيدة قائدة، وسنرى ما يمكن أن تحققه المرأة وكيف يمكن وضعها في وظائف مهمة."

 

ولم تكن تريزا ماي هي الشخصية النسائية السياسة الوحيدة التي ترفض الامتثال للقواعد المنظمة لارتداء الملابس في السعودية، فقد سبقتها إلى ذلك كل من ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، أثناء الزيارة التي قامتا بها في السابق إلى السعودية.

 

وأشارت ماي إلى التغييرات التي وعدت حكومة المملكة بإدخالها في إطار برنامجها المسمى "رؤية 2030 " الذي يتضمن زيادة مشاركة المرأة في قوة العمل من 22% إلى 30%.

 

كان زعيم حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا جيريمي كوربين، أكد أن ماي يجب أن تضع حقوق الإنسان والقانون الدولي في صلب محادثاتها مع الحكومة السعودية.

وأكد الحزب في بيانه "ما لم تتحد رئيسة الوزراء النظام السعودي بشأن انتهاكاته هذا الأسبوع، سيكون واضحًا أنها مستعدة للتضحية بحقوق الإنسان والأمن على مذبح تجارة الأسلحة".

 

ولطالما تواجه السعودية انتقادات حادة على الصعيد الدولي بسبب سجلها في مجال حقوق المرأة، وهو نفس الحال أيضًا فيما يتعلق بتدخلها العسكري في اليمن.

كانت ماي قد تقابلت أمس الأربعاء أثناء زيارتها للسعودية مع الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير بمقر  الهيئة العامة للرياضة في العاصمة الرياض

 

وجرى خلال اللقاء مناقشة أوجه التعاون بين البلدين لتعزيز ثقافة الرياضة المجتمعية ووسائل تطويرها والعوائد التي يمكن أن تتحقق اقتصادياً من خلالها.

 

جدير بالذكر أن علماء الدين المحافظين في المملكة يعارضون تدريس مادة التربية البدنية في المدارس.

 

والسعودية أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط وبلغت قيمة الصادرات البريطانية للسعودية 6.57 مليار جنيه استرليني (8 مليارات دولار) في العام 2015.

 ووفقا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي فإن الـسعـودية أكبر مستورد للأسلحة البريطانية حتى الآن.

  لمطالعة النص الأصلي

 

 

 

مقالات متعلقة