«ربما تكون تلك كلماتي الأخيرة يخبرني كل شيء حولي بأنني سأموت في كل لحظة وحيدًا منسيًا».. تلك الكلمات كانت من رسالة «أحمد الخطيب» 22 عاما الذي أُصيب بمرض الليشمانيا الحشوية النادر أثناء وجوده داخل سجن وادي النطرون.
استقر أحمد الخطيب الطالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا داخل مستشفى حميات العباسية التي نُقل لها منذ 22 مارس الماضي بعد صدور تقرير قسم الباثولوجي من مستشفى القصر العيني بضرورة سرعة علاجه وخطورة المرض.
يعرف الخطيب نفسه في رسالته بتلك الكلمات: «اسمي أحمد الخطيب فقط 22 عامًا من الحياة رأيت فيهم ما يفوق هول أعماركم سجنت ظلمًا لسبب لا أعلمه تم وضعي في حجرة متسخة في سجن يقهرني».
محمد شقيق أحمد الخطيب يروي أن شقيقه رشح من قبل أساتذته للسفر لتركيا لحضور مؤتمر علمي بعد تقديمه فكرة مشروع جديدة بعد عودته بشهر قبض عليه في نوفمبر 2014، قائلًا: «ضابط أمن دولة شاطر عمله قضية بتهمة انتماء لجماعة إرهابية خارج البلاد».
وقدمت أسرة الخطيب كافة الأوراق التي تثبت أنه سافر لمؤتمر علمي لتقديم مشروعه لكنهم فوجئوا في 2016 بالحكم عليه بـ10 سنوات مشدد وغرامة 100 ألف جنيه.
من سجن لآخر تنقل الخطيب واستقر في النهاية بسجن وادي النطرون بعد الحكم عليه بحسب أسرته.
يشير محمد شقيق الخطيب لـ"مصر العربية" إلى أنه تم وضعه في غرفة الإيراد، تلك الغرفة يوجد بداخلها 80 شخصًا لا تتعدى مساحتها 10 أمتار، يعجز "محمد" عن وصف سوء الأوضاع المعيشية داخل السجن مكتفيًا بالقول: «المكان غير نضيف نهائيا».
طلب أحمد من أسرته عدم زيارته في البداية نتيجة لتدهور حالته النفسية ومع بدء شعوره بتدهور حالته الصحية وعدم قدرته على الحركة فضل عدم تحميل أسرته قلقاً زائداً ولم يخبرهم لكن الوضع تدهور أكثر فاضطر لأخبارهم، هكذا يحكي «محمد الخطيب».
تمكنت أسرة أحمد في البداية الحصول على عينات دماء لتحليلها وعرض النتائج على الأطباء، في البداية كان التشخيص «أنيميا»، لكن حالته لم تتحسن مع العلاج.
يتابع شقيقه أنهم مع إعادة التحاليل بدأ الأطباء في الشك بإصابته بسرطان الدم وأصبح هناك حاجة لإجراء تحليل بذل نخاع في المستشفى، فبدأت أسرته تقديم العديد من الطلبات لكن دون جدوى بحد تعبيره.
«خرجوا_الخطيب_يتعالج».. تلك الكلمات كانت بداية الحملة من أسرته وأصدقائه في بداية شهر مارس للإفراج عنه، استطاعوا من خلالها الضغط لنقل أحمد لمستشفى قصر العيني لإجراء التحليل الذي جاءت نتيجته مفاجئة بالنسبة لهم «مصابًا بمرض نادر معدي يدعى الليشمانيا الحشوية».
يتساءل شقيقه: «ليه أحمد بيتعمل معاه كدا هما عارفين أنهم ملفقين له تهم واحد مريض وزنه 38 كيلو بيعاني لونه شاحب لا يستطيع الحركة، مضيفًا: « توجد أعراض جانبية للمرض كتضخم في الكبد والطحال وسرعة ترسيب».
وتابع شقيقه: «أبلغت مستشفى ليمان طرة مصلحة السجون أن المرض معدي ولابد من نقله للعلاج كان ذلك سببًا كافيًا لنقل شقيقه للمستشفى لكنهم فوجئوا بمنعهم من الزيارة أو متابعة حالته الصحية والتواصل مع الأطباء المعالجين له».
منذ يومين فقط سمح لأسرة الخطيب بزيارته، تقول فاطمة شقيقته: «ماما أول ما شافت أحمد فضلت حضناه ربع ساعة بتعيط بس ومش قادرة تقول ولا كلمة وباقي وقت الزيارة كانت بتتحايل عليه ياكل عشان ما بياكلش وعايش على المحاليل بس أول ما وقت الزيارة خلص ماما انهارت عشان هتمشي وتسيبه في الحالة دي طول وقت الزيارة أحمد كان بيحاول يتماسك ويخبي رجله المتكلبشه عشان ما نزعلش».
مازال الخطيب يردد في رسالته للجميع: «ادعوا لأجلي لا أحد يسلم هنا حتى وإن جلس في بيته لا يفعل أي شيء».
شاهد الفيديو..