وزَّعت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، اليوم الخميس، مشروع قرار مضادًا للمقترح البريطاني الأمريكي المشترك المتعلق بالهجمات الكيميائية التي وقعت في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية.
وحسب "الأناضول"، يطالب مشروع القرار الروسي بتوجه فريق التحقيق المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مكان الحادث في خان شيخون والأراضي المجاورة؛ لإجراء تحقيق شامل واسع النطاق في أقرب وقت ممكن.
ويطالب مشروع القرار، جميع الأطراف في سوريا بأن تكفل وفقًا لقرار مجلس الأمن السابق رقم 2118، الوصول بشكل كامل وبحرية لأعضاء الفريق المشترك إلى موقع الحادث والمناطق المتاخمة.
وأصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2118 في سبتمبر 2013 والمتعلق بالأسلحة الكيميائية السورية، والمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية في غسطس من العام ذاته.
وينص مشروع القرار الروسي على "مطالبة مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ورئيس آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، بأن يقدما لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تقريرًا بشأن مقترحاتهما حول تشكيل أعضاء الفريق المشترك الموفد لمحافظة إدلب استنادًا لمبدأ التمثيل الجغرافي العريض والمتوازن.
ويشير مشروع القرار إلى ضرورة أن يقدم الفريق المشترك الأدلة التي جمعت من موقع الحادث إلى أعضاء مجلس الأمن للنظر فيها.
ويخلو مشروع القرار الروسي من أي إدانة للهجمات الكيميائية التي وقعت في بلدة خان شيخون قبل يومين، وأسفرت عن مصرع ومقتل مئات المدنيين من بينهم أطفال ونساء، كما تجنب أي إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بما يعني جواز استخدام القوة العسكرية من قبل المجتمع الدولي لتنفيذ بنود القرار المقترح على عكس مشروع القرار الأمريكي البريطاني المشترك.
وفجر أمس الأربعاء، وزعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، على ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن، مشروع قرار حول الهجوم الكيميائي الذي وقع في إدلب، مطالبًا النظام السوري بأن يقدم للأمم المتحدة معلومات كاملة بشأن جميع العمليات الجوية التي يقوم بها.
وأشار إلى قرارات مجلس الأمن السابقة التي طلبت من النظام السوري التعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، بما في ذلك آلية التحقيق المشتركة.
وأدان مشروع القرار بأقوى العبارات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولا سيَّما الهجوم الذي وقع على خان شيخون أمس الأول الثلاثاء.
وأعرب مشروع القرار عن الغضب إزاء استمرار قتل وجرح الأفراد نتيجة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، والتصميم على مساءلة المسؤولين عنها، وأكَّد أنَّ استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
وقتل أكثر من 100 مدني وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.
وعقب الهجوم الكيميائي، قصفت طائرات لم يتم التعرف على هويتها بعد، مستشفى ومركزًا للدفاع المدني في المنطقة أثناء استمرار عمليات الإنقاذ.
ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1300 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس 2013.