انتقد محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، لقائه محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق مع إيهود باراك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق.
وقال سيف الدولة في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "التطبيع مع العدو هو موقف غير وطني مرفوض ومدان ومخزى، لا فرق في ذلك بين السيسى والبرادعى أو بين حكومة و معارضة ".
وأوضح: "أثبت البرادعى بلقائه بيهود باراك أنه لا فرق بينه وبين السيسى ونظام كامب ديفيد وكل المطبعين المصريين والعرب مع العدو الصهيونى وأمثال هؤلاء لا يحق لهم أن يطرحوا أنفسهم كأنصار للثورة المصرية أو كبدلاء ديمقراطيين للنظام الحاكم المستبد".
وتابع: "البرادعى وكل المعترفين بإسرائيل وكل المطبعين معها لا يمثلون سوى أنفسهم ..فحكاية مصر بمعنى من المعانى هى حكاية كامب ديفيد، وتاريخ المعارضة الحقيقية منذ عام ١٩٧٤ حتى اليوم هو تاريخ النضال ضد المشروع الامريكى الصهيونى فى مصر. ومن لا يعى ذلك ولا يلتزم به ، فانه يعمل خارج المشروع الوطنى المصرى". وأضاف: "صحيح أن الحرية والديمقراطية هى حلمنا جميعًا بعد عقود طويلة من القهر والاستبداد، ولكن لا معنى للحرية ان لم ترتبط بالتحرر والاستقلال وتطهير مصر من التبعية وانظمتها وحكامها وكل رجالها، وتطهير المنطقة من الكيان الصهيونى".
واستطرد: "ليست هذه هى المرة الأولى التى يطبع فيها البرادعى مع اسرائيل، فعلها من قبل حين كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والبعض برر له ذلك بأنه زار اسرائيل بصفته الدولية وليس بصفته الوطنية، وهو عذر غير مقبول، فالمناصب الدولية التى تلزم أصحابها باختراق ومخالفة ثوابت وطنه الأم، يجب أن يتم الاعتذار عنها.. هكذا تفعل الشخصيات الوطنية الحقيقية فى كل بلاد العالم".
وأردف: "وَيَا ليت البرادعي قد رفض الاجتماع والتطبيع مع باراك فى مؤتمر ريتشموند فى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يجنبنا توجيه هذا النقد له فى ظل حملات التشويه التى يتعرض لها هو وكل المعارضين من قبل إعلام السلطة. ولكننا للأسف لا نملك أن نلتزم الصمت عن أى أنشطة تطبيعية مهما كانت شخصية المطبع".
ولفت إلى: "ومع ذلك فإن هناك فرق السماء والأرض بين ادانة التطبيع من قبل شخصيات وحركات تعادى إسرائيل والصهيونية وترفض كامب ديفيد، وبين ما يمكن أن يصدر من إدانات زائفة من إعلام السلطة الغارقة حتى اذنيها فى العلاقات الدافئة والتنسيقات الأمنية والتحالفات الاستراتيجية مع اسرائيل". وختم الباحث في الشأن القومي العربي تدوينته قائلًا: "لا فرق يذكر بين مطبع و مطبع، سوى أن البعض يفعلها علنا، والبعض يمارسها فى الخفاء مثلما فعل السيسى فى لقاءه السري مع نتنياهو العام الماضى، الذى فضحته لنا الصحف الأسرائيلية".
وأعلن الدكتور محمد البرادعي، أمس الأربعاء، عن لقائه بإيهود باراك، رئيس وزراء إسرائيل السابق، لمناقشة سبل السلام في الشرق الأوسط.