أكَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للقيام بكل ما يقع على عاتقها حيال أي تحرك بخصوص الملف السوري، تعليقًا على تصريحات دونالد ترامب بخصوص الإجراءات المحتلمة ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد على خلفية هجوم "خان شيخون" الكيميائي
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان خلال مقابلة أجرتها معه قناتات تركيتان محليتان، مساء الخميس، حسب "الأناضول".
وقال أردوغان، معلِّقًا على تصريحات ترامب: "ينبغي ألا تظل مجرد تصريحات، وإذا ما اتُخذت أي إجراءات فعلية على أرض الواقع، فتركيا مستعدة لعمل ما يقع على عاتقها وما يلزم في هذا الخصوص".
وأضاف: "لن نتراجع أبدًا عن تحمل كل ما يقع على عاتقها بخصوص التطورات الأخيرة بسوريا، كائنًا من كان فاعل الهجوم الكيميائي في بلدة شيخون بريف إدلب".
وأعرب الرئيس التركي عن شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال تصريحاته الأخيرة بشأن الهجوم الكيميائي، والتي قال فيها: "الأسد جاوز العديد من الخطوط لدي، ولقد تغيرت نظرتي له".
وانتقد أردوغان في تصريحاته الموقف الدولي من الأزمة السورية، معتبرًا أنَّ اقتصار التعاطي مع تلك الأزمة عند استخدام الأسلحة الكيميائية فقط "أمر خاطئ".
وتابع: "التعاطي مع الأزمة السورية عند استخدام الأسلحة الكيميائية فقط أمر خاطئ، فلا فرق بين الأسحلة التقليدية والكيميائية، كلاهما يؤديان إلى سقوط ضحايا، فالسلاحان غير إنسانيين".
وأكد: "أغلبية الضحايا في سوريا قتلوا بالأسلحة التقليدية، عددهم يقدر بمئات الآلاف، وربما قارب المليون".
وجدَّد الرئيس التركي رفض بلاده للهجوم الكيميائي الأخير بريف إدلب، مشدِّدًا على أنَّه "هجوم لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال".
ودعا أردوغان إلى اجتماع كافة قوات التحالف الدولي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث تداعيات الهجوم.
ولفت إلى أنَّه بحث الهجوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متابعًا: "هو قال لي إنَّه لم يتبيّن بعد هل الأسد يقف خلف الهجوم أم لا؟! إذا كان السيد بوتين لم يفهم ذلك بعد مرور ثلاثة أيام، فهذا أمر يحزننا".
واستطرد: "ينبغي أن نتجاوز ذلك التردد بسرعة، وأن نصدر قرارنا، لنعرف من هو الصديق، ومن هو العدو، ومن هو الفيروس في المنطقة.. ولنتخذ خطواتنا على ضوء ذلك".
وقتل أكثر من 100 مدني وأصيب أكثر من 500 آخرين غالبيتهم من الأطفال بـ"اختناق"، في هجوم بالأسلحة الكيميائية الثلاثاء الماضي، على بلدة خان شيخون بريف إدلب وسط إدانات دولية واسعة.
وعقب الهجوم الكيميائي، قصفت طائرات "لم يتم التعرف على هويتها بعد" مستشفى ومركزًا للدفاع المدني في المنطقة أثناء استمرار عمليات الإنقاذ.
ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدَّى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1300 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس 2013.