توقَّع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني سقوطًا وشيكًا لمدينة الرقة السورية، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة "داعش"، فيما رأى أنَّه ينبغي التوصُّل إلى تسوية مع روسيا حول شبه جزيرة القرم من أجل الحصول على مساعدتها في سوريا.
وقال - في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن التي بدأتها الثلاثاء الماضي، حسب "الأناضول": "أعتقد أنَّ الرقة سوف تسقط، أعتقد أنَّ الأمور تسير على ما يرام في سوريا والعراق في هزيمة الإرهاب".
وأضاف: "المشكلة الوحيدة هي أن المسلحين سوف يتحركون جنوبًا نحو الأراضي الأردنية، ما يشكل تحديًا، ولكننا مستعدون له بالتنسيق مع الولايات المتحدة والبريطانيين".
وردًا على سؤال حول قوله عندما التقى في وقت سابق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنَّ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس سيكون كارثيًّا في المنطقة، أجاب ملك الأردن: "لقد سُئلت عن هذا، وكانت إجابتي أنَّه سيكون هناك عواقب إذا لم يكن جزءًا من شيء أكثر شمولية".
وأضاف: "الرئيس ترامب قال حسنًا إنني حريص للغاية على مضي الإسرائيليين والفلسطينيين قدمًا، والتوصل إلى عملية سلام تنجح فعليًا، ولنعمل جميعا على ذلك".
وتابع: "فيما يتعلق بالهجمات الكيميائية التي شهدناها في سوريا في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب هذا الأسبوع، فإنَّنا نتحمل التزامًا أخلاقيًّا بوصفنا أعضاء في المجتمع الدولي لمحاربة هذه المأساة المروعة التي تصيب المدنيين في سوريا".
واستطرد: "علينا أن نتخذ سياسة موحدة بشأن ما هو مقبول وما هو غير مقبول".
وحول توقعاته بشأن مدى قبول الروس بالتخلص من رئيس النظام السوري بشار الأسد في محادثات جنيف المقبلة، صرَّح: "أعتقد قد أنَّ الروس سوف يقايضون بشأن كيفية خروج الأسد في نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى نظام يقبله كل الشعب السوري".
وتابع: "بالنسبة للروس أعتقد أنَّ أهم شيء هو القرم إذا توصلت إلى تفاهم حول شبه جزيرة القرم، أعتقد أنك سترى مرونة أكبر بكثير على سوريا، وأعتقد أن أوكرانيا تصبح أقل مشكلات".
ولدى سؤاله إذا كان يرغب في أن يرى الولايات المتحدة تعمل مع روسيا حول سوريا، ردَّ قائلًا: "سوف أقول لكم لماذا سينجح هذا: من وجهة نظر الروس، فإنهم يلعبون ما أصفه بأنه لعبة شطرنج ثلاثية الأبعاد. بالنسبة لهم، القرم ذات أهمية، وسوريا مهمة، وأوكرانيا، ونحن نراهم في ليبيا. يجب على الأمريكيين والأوروبيين التعامل مع الروس في كل هذه القضايا في نفس الوقت".
وفي 16 مارس 2014، ضمت روسيا، شبه جزيرة القرم إلى أراضيها بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد جرى في شبه الجزيرة، دون اكتراث للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ثم منعت القادة السياسيين لتتار القرم من دخولها.