تصدَّر هجوم الغاز السام في سوريا هذا الأسبوع نشرات الأخبار في محطات التلفزيون الغربية مع صور للضحايا من الأطفال والبالغين وهم ينازعون لالتقاط أنفاسهم، لكن في روسيا جاء خبر الهجوم العاشر بين 17 خبرًا ولم تعرض لقطات لأي ضحايا.
جاء ذلك حسبما ذكرته "سكاي نيوز عربية"، اليوم الجمعة، حيث أشارت إلى أنَّ حكومات غربية أجمعت على توجيه أصابع الاتهام في الهجوم إلى قوات النظام السوري، لكن الفترة الإخبارية المسائية "فريميا" بالتلفزيون الروسي الرسمي كان لها رأي آخر، حيث قالت: "الإرهابيون والدول الغربية يحاولون على نحو خاطئ إلقاء اللوم على دمشق".
ونقلت "فريميا"، التي ورثت اسمها من برنامج إخباري مسائي إبان الحقبة السوفيتية، عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله: "ما حدث بالفعل هو أنَّ طائرات لسلاح الجو السوري قصفت مصنعًا للقنابل تابعًا للإرهابيين كانت توجد به أسلحة كيماوية جرى شراؤها من العراق"، وهي رواية رفضتها الدول الغربية ووصفتها بأنها مستحيلة.
وخلا تقرير "فريميا" تقريبًا من أي سوريين عاديين، وعرض بايجاز صورةً لامرأة بدت إصابة في يديها من هجوم آخر بأسلحة كيماوية زعمت روسيا أنَّ معارضين نفذوهـ ولم تقل المرأة شيئا ولم يظهر عليها أي انفعال.
وقالت "سكاي نيوز" إنَّ الاختلاف الصارخ بين الطريقة التي تناولت بها وسائل الإعلام الروسية الهجوم في سوريا وبين وسائل إعلام في مناطق أخرى يبرز مدى التباعد بين الكرملين والغرب بشأن سوريا، ويوضح أيضًا استمرار الدعم الرسمي الروسي القوي للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أليكسي كوفاليف مؤسس موقع "نودل ريموفر" الروسي للتحليل الإعلامي، الذي كثيرًا ما يوجه انتقادات للكرملين: "سيقول التلفزيون الروسي الرسمي حرفيًّا أي شيء ما دام أنَّه يبرأ ساحة الأسد ويلقي اللوم على الغرب."
وأضاف: "أيًّا كان ما يفعله الأسد فإنه لن يوجه إليه أي لوم أبدا عن أي شيء."
وقتل أكثر من 100 مدني وأصيب أكثر من 500 آخرين غالبيتهم من الأطفال بـ"اختناق"، في هجوم بالأسلحة الكيميائية الثلاثاء الماضي، على بلدة خان شيخون بريف إدلب وسط إدانات دولية واسعة.
وعقب الهجوم الكيميائي، قصفت طائرات "لم يتم التعرف على هويتها بعد" مستشفى ومركزًا للدفاع المدني في المنطقة أثناء استمرار عمليات الإنقاذ.
ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدَّى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1300 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس 2013.