اعتبر خبراء عسكريون لبنانيون أن الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية، تحول خطير في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من ست سنوات.
وقال الخبير العسكري، العميد المتقاعد، نزار عبد القادر لوكالة الاناضول، "إن الضربة الصاروخية تعيد تأهيل السياسة الأميركية وتجدد علاقات واشنطن مع حلفائها في المنطقة ويسهل مشروعها في شنّ حرب ناجحة ضد تنظيم داعش في الرقة وفي اليمن".
وأضاف "هذه الضربة ستعطي الحلفاء الدوليين والاقليميين القناعة والعزم للدخول في الحرب ضد الارهاب الى جانب الولايات المتحدة".
وأردف "حملت الضربة رسالة الى كل من روسيا وإيران والنظام السوري، فالرسالة الى موسكو مفادها، ان روسيا لا يمكنها من خلال الافراط في استخدام حق النقض، تعطيل الارادة الدولية بوقف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الاسد او غيره، فالمقاربة في مجلس الامن الدولي او في الميدان السوري، لن تؤدي الى حل، بل هناك مقاربة الجديدة".
وتابع "امّا الرسالة الى إيران فمفادها ان سياسة الهيمنة التي تنتهجها طهران في بلاد الشام ودول الخليج، لن تدوم وعليها تغيير سياستها في المنطقة، وهو موضوع تطرق اليه ترامب وأركان إدارته، بضرورة ضبط إيران".
وأضاف "امّا الرسالة الى النظام، فمفادها انه لا يمكن الاستمرار في هذا التشدق بتحقيق انتصارات في الحرب السورية، وان النظام لن يفلت من العقاب على الجرائم التي يرتكبها وعليه الانخراط في مفاوضات تؤدي الى حل في سوريا".
وأشار أنه "إذا استوعبت الاطراف الثلاثة هذه الرسائل، فالمحاولة لن تتكرر وسنكون امام معادلة جديدة دبلوماسية وغير عسكرية، لكن إذا تبين ان طرفاً او أكثر لم يفهم الرسالة، ولم يدرك ان للولايات المتحدة مصالح تحميها، فعندها سيكون الباب مفتوحاً لضربات جديدة."
من ناحيته، قال الخبير العسكري، عمر معربوني "إن الضربة تشكّل تحولاً عسكرياً وسياسياً، سواء كانت الضربة محدودة او تكررت، فانها قد تأخذ الامور في اتجاهات مختلفة، هذه الضربة في الشكل، هي ضربة واضحة المعالم وهي ترجمة لردة فعل الادارة الاميركية ".
وأردف "اما في المضمون، فقد ارسلت الضربة مجموعة من الرسائل، الرسالة الاولى، للحكومة السورية، ومفادها ان الادارة الاميركية الحالية مختلفة عن الادارة السابقة وبالتالي يجب على دمشق ان تتعاطى معها وفق معايير مختلفة".
وعن الرسالة الثانية، فقال إنها موجهة "للجماعات التي تسميها واشنطن المعارضة المعتدلة، وتقول فيها ان الولايات المتحدة حاضرة ويمكن ان تقدم الدعم لها".
وأردف "الرسالة الثالثة، هي لحزب الله وإيران، والمقصود ان اميركا التي تضرب الجيش السوري تستطيع توجيه الضربات لعناصر حزب الله وللعناصر الايرانية المقاتلة في سوريا".
واخيراً، أضاف معربوني أن "الرسالة الاخطر هي للجانب الروسي، الذي اجاب على الضربة في بيان عن الناطق باسم الرئاسة الروسية والذي كان خالياً من اية تعابير ديبلوماسية، والذي وصف الضربة بالعدوان، مع الاشارة الى ان هذه الضربة قد تؤثر على العلاقات الروسية الاميركية وعلى المفاوضات في المنطقة."
ووصف معربوني الضربة الاميركية "بالتحول الخطير الذي قد يكون له تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم".
وقال، "ان تكرار الضربة مرتبط بطبيعة الردود الروسية لاحقاً، ونحن بانتظار بيانات من وزارتي الخارجية والدفاع الروسية، اضافة الى ردة الفعل الايرانية، فطهران قد تقوم بمناورات في مضيق هرمز وبالتالي يجب ترقب ما سيحصل في الايام المقبلة."
وكان الجيش الاميركي قد أطلق 59 صاروخ توما هوك من مدمرتين اميركيتين تابعتين للبحرية الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص السورية.
وجاءت هذه الضربات بعد ارتكاب النظام السوري مجزرة بالغازات السامة بحق المدنيين في خان شيخون، وبعد توعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالرد على هذه المجزرة.