بحديثه عن الإرادة الشعبية ورهن ترشحه لفترة رئاسية ثانية بها، فتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في حواره مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، مؤخرا، باب الجدل حول الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2018 مبكرا.
فإلى أي مدى يبدو الاحتكام للإرادة الشعبية أمرا يصب في صالح السيسي الذي فاز في السباق الرئاسي عام 2014 بـ 96.6% من الأصوات في مواجهة منافسه الوحيد، وقتها، حمدين صباحي.
قال سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي ورئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، إن الإرادة الشعبية كلمة عامة في ظل غياب استفتاءات وأحزاب حقيقة، إنما من حق السيسي أن يرشح نفسه لولاية ثانية.
وأضاف لـ "مصر العربية"، أنه في الغالب إذا كان أداء السيسي معقولا في الفترة المتبقية من رئاسته الأولى سيكون التوفيق حليفه في الفترة الثانية، مرجحا أن تظهر نتائج مشاريعه التي بشر بها أو بدأها قبيل الانتخابات أو في أوائل الفترة الثانية إذا أعيد انتخابه.
وأشار إبراهيم إلى أن الشعبية التي وصل بها السيسي للحكم تناقصت، ولكنه لايزال يتمتع بشعبية تزيد عن الـ 60 %، معتبرا أن هذه النسبة لا بأس بها بالنسبة لرئيس مضى عليه في الحكم عامان.
ورأى أن عدم ظهور منافسين للسيسي حتى الآن للانتخابات الرئاسية 2018، سببه تشويه الإعلام المصري لعدد من الأسماء الكبيرة في البرلمان والحياة العامة، مستشهدا بإسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات وتشويه صورته، وكذلك رجل الأعمال نجيب ساويرس.
وتابع إبراهيم: كل من يريد الترشح للانتخابات الرئاسية يلتزم الصمت حتى الآن حتى لا يتم تشويه سمعته في الإعلام المصري.
وتوقع حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن يكون هناك مرشحون كبار للرئاسة، ولكنهم سيطرحون أنفسهم على الساحة مع بداية العدد التنازلي للانتخابات.
وعن رهن السيسي ترشحه لولاية ثانية بالإرادة الشعبية، تساءل نافعة :"الدستور يسمح للرئيس بالترشح لفترة ثانية، ولكن السؤال هل ستجرى انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة وطبقا للمعايير والمواصفات الدولية؟".
وقال نافعة "أشك كثيرا أنه إذا قرر السيسي ترشيح نفسه أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة" متابعا :"على أية حال، مع بداية العدد التنازلي للانتخابات بعد 30 يونيو المقبل، أتوقع أننا سندخل مرحلة سياسية مختلفة".
وزاد نافعة: "هل النتيجة التي ستعلن، إذا ترشح السيسي، ستكون حقيقية أم ستتدخل الأجهزة الأمنية وخبراء التزوير لإفساد الانتخابات"، مشددا أنه "مع التزوير لا يمكن القول بأن هناك إرادة شعبية حقيقية".
ورأى السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الشعبي، أن شعبية السيسي تناقصت إلى حد كبير، متوقعا ألا تكون مسألة ترشحه لولاية ثانية سهلة كما كانت في المرة الأولى.
وشدد مرزوق على وجود غضب شعبي حقيقي من سياسات الرئيس، لاسيما الاقتصادية منها، والتي نتج عنها ارتفاع كبير في الأسعار خلق حالة من الاحتقان لدى المواطنين، وكذلك بعد محاولة التفريط في جزيرتي تيران وصنافير والتنازل عنهما للسعودية.
وألمح إلى أن الرئاسة ربما تقيس شعبيتها طبقا لما يروجه الإعلام الحكومي وما وصفه بـ "الذمر والتطبيل" والآراء المنافقة في وسائل الإعلام كما كان يحدث أيام مبارك.
وطالب مرزوق القوى السياسية بأن تعلم أن الصراع والمنافسة ليست مع شخص اسمه السيسي، ولكن مع نظام نجح أن يعود إلى مواقع السلطة مرة أخرى من خلال ثورة مضادة، مشددا أنه لابد أن تصل الثورة إلى مقاعد الحكم في مصر.