لماذا لم تتخذ مصر موقفًا حاسمًا من الضربة الأمريكية في سوريا؟

الضربة الأمريكية في سوريا

في ظل تصاعد الأحداث على الجبهة السورية بعد الضربة الأمريكية في سوريا التي نفذتها الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب على مطار الشعيرات الواقع تحت سيطرة بشار الأسد فجر اليوم الجمعة يظل موقف مصر غامضا.

 

سياسيون ودبلوماسيون فسروا الموقف المصري تجاه الضربة الأمريكية على الأراضي السورية بأنه «مسك للعصا من المنتصف»، مرجعين ذلك لعدة أسباب منها الحفاظ على علاقاتها بمختلف الأطراف «الأمريكية والروسية والسعودية».

 

أصدرت وزارة الخارجية المصرية في عصر اليوم الجمعة بيانا صحفيا أعربت خلاله عن قلقها بشأن تداعيات أزمة «خان شيخون» التي راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين بسبب الغازات السامة المحرمة دوليا وما ترتب على ذلك من تطورات خطيرة.

 

وأكد البيان أهمية تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة حفاظا على سلامة شعوبها وضرورة إنهاء الصراع العسكري حفاظا على أرواح الشعب السوري من خلال التزام كافة الأطراف السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار والعودة للمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

من جانبه قال مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية: إن موقف الحكومة المصرية الثابت هو التسوية السياسية للقضية السورية بمشاركة كل الأطراف والحفاظ على وحدة الشعب السوري وعدم تقسيم سوريا.

 

وأضاف السيد لـ"مصر العربية" أن التسوية السياسية تقتضي مشاركة الحكومة السورية لذلك تمتنع الحكومة المصرية عن إدانتها، لافتا إلى أن مصر طالبت مجلس الأمن بتحقيق يحدد من المسؤول عما جرى فيما يقال باستخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا.

 

 

وأشار إلى أن هناك رواية روسية أخرى تقول إن الطيران السوري قصف مخزن للذخيرة تستخدمه قوات المعارضة ما أدى إلى تسرب الغاز الكيماوي، موضحا أنه لهذا تتردد الحكومة المصرية في إدانة الحكومة السورية في الأحداث الأخيرة.

 

ولفت إلى أن مصر تحاول الحفاظ على علاقات طيبة بكل الأطراف «أمريكا، روسيا، السعودية»، مشيرا إلى أن الخارجية المصرية تضع في الاعتبار ردود أفعال الأطراف المختلفة لحين التحقيق من جانب مجلس الأمن.

 

وقال مختار الغباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: «نحن لدينا إشكالية ألا وهي الإمساك بالعصا من المنتصف ونحب اللون الرمادي».

 

وتابع: «مصر تقف دائما في المنتصف لا مع ولا ضد»، معتبرا أن هذه هي سمات الدبلوماسية المصرية في الوقت الحالي لا تحسم موقفها بشكل صريح، معربا عن أمله في أن يكون لمصر رؤية وموقف صريح من القضية السورية.

 

السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق قال: «إن بيان وزارة الخارجية اليوم بشأن الأزمة السورية حاول بصيغته التي خرجت عصر اليوم من رفع الحرج عن الإدارة المصرية في الموقف من ضرب الولايات المتحدة مطار الشعيرات الخاضع لسيطرة نظام الأسد».

 

وأضاف مرزوق أن بيان وزارة الخارجية جاء كمحاولة لإيجاد صيغة وسط خاصة أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يمر عليه إلا أيام قليلة.

وأشار إلى أنه لم يكن في وسع وزارة الخارجية أن تؤيد أو ترفض الضربات الأمريكية التي نفذت فجر اليوم نظرا لتأكيدها من قبل على الحل السياسي للأزمة السورية وتأكيد السيسي من قبل أنه يدعم الجيش السوري.

 

وتساءل الباحث في الشان القومي محمد سيف الدولة عن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من الضربة الأمريكية في سوريا فجر اليوم قائلا: "ماذا سيكون موقف السيسى الذي أبدى إعجابه الشديد بترامب وتفاخر بأنه راهن عليه منذ البداية وأعلن وقوفه بجانبه على طول الخط؟».

 

وتابع: "حين فعلها بيجين عام ١٩٨١ بضربه للمفاعل العراقي غضب السادات وأطلق تصريحات نارية فهل سيحذو حذوه أم سيلتزم الصمت؟.

 

وتساءل «ماذا سيقول السيسى لبوتين حتى لا تنكشف كل محاولاته التي يدعي فيها استقلال وتوازن علاقاته الدولية وحتى لا تظهر تبعيته العميقة للأمريكان عارية من أي مكياج أو أوراق توت؟».

 

ووصف مؤسس حركة «مصريون ضد الصهيونية» الأنظمة التي تستدعي أي قوى أجنبية حفاظا على مصالحها وكراسيها بلعنة الأمة العربية.

وشدد سيف الدولة على أن الاستدعاء أو التحالف أو الاحتماء بأى قوى أجنبية لحسم الصراعات الداخلية غير وطني يندرج تحت بند الخيانة العظمى سواء كان ورائها حكومة أو معارضة وسواء كانت القوى الأجنبية هي الأمريكان أو الأوروبيين أو الروس أو الأتراك أو الإيرانيين.

مقالات متعلقة