رغم مطالب الحكومة العراقية المستمرة لتركيا بالانسحاب من أراضيها ، إلا أن أنقرة تتجاهل تلك المطالب بل وتعلن أنها ستتدخل عسكريا في العراق لوقف تهديدات المنظمات الإرهابية، الأمر الذي يطرح سؤالا على الأذهان: من ذا الذي ينتصر في هذه المعركة؟
و منذ عامين ونصف يتمركز جنود أتراك في شمال العراق في إطار اتفاق بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراقي لتدريب البشمركة، وهي قوات الإقليم الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قد صرّح، أن تركيا ستتدخل عسكريا في العراق لوقف تهديدات المنظمات الإرهابية، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
انتقادات عراقية
لكن الحكومة العراقية انتقدت تصريحات وزير الخارجية التركي، مؤكدة أنها لن تسمح لأي طرف خارجي بالقيام بدور عسكري ميداني على الأرض، ولفتت إلى أنها تنتظر من تركيا الإيفاء بالتزامها سحب قواتها من معسكر بعشيقة تزامنا مع تحرير منطقة الموصل من الإرهابيين.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، في تصريحات صحفية: "التنسيق العسكري والأمني بأي دولة وفي العراق يكون عبر التنسيق مع الحكومة، والحكومة ليست عازمة على السماح لأي طرف خارجي القيام بدور عسكري ميداني على الأرض".
وأضاف المتحدّث: "التواجد في قاعدة أو معسكر بعشيقة نوقش أيضاً في زيارة الوفد التركي، وجرى الاتفاق على سحب القوات التركية من الأراضي العراقية وأن هذا الأمر سيتزامن مع تحرير منطقة الموصل، وإخراج الإرهابيين منها ونحن ننتظر أن تفي الحكومة التركية بالتزامها بهذا الصدد".
سيادة العراق منتهكة
بدوره قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الكريم الوزان، إن العراق لن ينتصر في معركة سحب القوات أمام تركيا في ظل الوضع السياسي العراقي الحالي الذي يتخندق في معسكر إيران.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن سيادة العراق منتهكة من عدد من الدول الإقليمية والدولية بسبب سياسات النظام السياسي العراقي الحالي وليس من تركيا فقط، لافتاً إلى أن تركيا تريد حماية نفسها من جارتها العراق التي يرتع فيها الإرهاب في كل مكان.
وأوضح الوزان أن مطالبات بغداد بانسحاب تركيا غير بريئة لأن إيران تقف خلف هذه المطالبات نظراً لأنها هى من يدير العراق الآن، مؤكداً أن تركيا لن تنسحب لأنها تمتلك اتفاقيات تواجد لحماية حدودها فضلاً عن تقديم الدعم كأي قوى متواجدة في العراق من أجل القضاء على الإرهاب الذي يهددها قبل العراق.
إبادة للسنه
فيما قال الناشط السياسي العراقي سعد الشمري، إن حكومة العبادي تنفذ أجندات إيران وذلك من خلال مطالبتها بانسحاب القوات التركية بينما تغض الطرف عن تواجد القوات التابعة لقوى إقليمية ودولية التي تزعم أنها جاءت لمحاربة الإرهاب الذي صنعوه.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن موقف الحكومة العراقية المعادي لتواجد قوات تركية بالقرب من الموصل يؤكد نية الشيعة وميليشياتها المتعددة بإبادة سنة الموصل والذي يمثلون السواد الأعظم من المدينة.
وأوضح الشمري أن المنطق يقول أنه في ظل الوضع الأمني المتهور في العراق لابد من التنسيق مع كافة دول الجوار حتى يقدموا دعمهم للقضاء على الإرهاب الذي يزعم العبادي أنه سيقضي عليه، مؤكداً أن العراق في وضعه الحالي لا يستطيع القضاء عودة الأمن إلا بدعم دولي.
وذكر الشمري أنه لا توجد أية ضمانات لحماية أهل الموصل بعد السيطرة عليها أمنيا إلا من خلال القوات التركية، لذا لابد من مناداة المجتمع الدولي والعربي بأعلى صوت من الآن لحماية الموصليين من ميليشيات إيران .