روى مدنيون ناجون من الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب شمال سوريا، تفاصيل الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي، وراح ضحيته مئات المدنيين غالبيتهم من الأطفال.
وفي حديثهم لـ"الأناضول"، الجمعة، أكَّد الناجون أنَّ المنطقة المستهدفة لم يكن فيها إلا صوامع حبوب فارغة وفرن.
وقالت أمينة أحمد بكور "35 عامًا" إنَّها وعائلتها لم تتأثر بالهجوم لبعد منزلهم عن موقع القصف، لافتةً إلى أنَّهم غادروا نحو المخيم بعد علمهم بأن القصف كان بأسلحة كيميائية.
وشدَّدت على عدم وجود أي مستودع للأسلحة في المنطقة المستهدفة بالقول: "لم يكن هناك إلا صوامع فارغة فقط؛ لأنَّ طائرات النظام كانت قد قصفت المكان سابقًا، فضلاً عن كوننا تحت هجمات وقصف النظام ليلًا ونهارًا".
وأضافت: "لا يمكنني نسيان مشاهد رأيتها من مكان القصف، كخروج الزبد من أفواه الأطفال، وبعض الناس كانوا يسارعون لوضع أقنعة على أفواه الأطفال ونقلهم بسرعة من المكان".
وتابعت: "المستشفى التي نُقل إليها المصابون قد قصفت أيضًا، إذ استهدفتها غارة بعد القصف الكيميائي مباشرة".
بدورها، ذكرت بسمة حميداش "34 عامًا": "الموقع الذي تعرض للقصف يقطنه مدنييون من أصدقائنا وعائلات نعرفها".
وأوضحت أنَّها أخذت أولادها وبدأت بالركض بعكس تيار الرياح بعد القصف، متابعةً: "لن أستطيع نسيان تلك اللحظات وما سمعته من جيراني".
وأكَّد عبد الحميد معراتي أنَّ موقع القصف لا يحتوي أي مستودع أسلحة أو مقار للمعارضة، بل كان يضم فرن خبز فقط.
ولفت معراتي إلى أنَّ أول ما فكر به مع عائلته بعد الهجوم الكيميائي هو مغادرة البلدة والتوجه إلى المخيم القريب من الحدود مع تركيا.
وأوضح أنَّ لديه ستة أولاد وأربع بنات، اثنان منهم أصيبا بالقصف، يتلقيان العلاج في المستشفى.
وقُتل أكثر من 100 مدني وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الثلاثاء الماضي، على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.