47 عامًا مرت على مذبحة «بحر البقر» بمحافظة الشرقية، التي راح ضحيتها 30 طفلًا في عداد الشهداء، وإصابة نحو 50 آخرين، جراء قصف إسرائيلي بطائرات الفانتوم، استهدف مدرسة بـ 5 قنابل متتالية، في الثامن من أبريل عام 1970م.
أهالي بحر البقر الذين شهدوا ويلات الحرب، الآن يعانون ويلات الغلاء وقلة الخدمات بقريتهم الصامدة .
«الغلاء واكل جيوبنا، والمياه بنهش في أجسادنا».. هكذا عبّر عدد من أهالي بحر البقر، بمحافظة الشرقية عن استيائهم الشديد من قلة الخدمات وتلوث مياه الشرب بالصرف الصحي، لاسيما تهالك الطرق، ونقص الخدمات الصحية.
يقول إسماعيل الدسوقي، أحد سكان بحر البقر، إن القرية تعاني نقص الخدمات الصحية، كما أن مياه الشرب التي تصل إلى البيوت ملوثة بالصرف الصحي".
واشتكى صابر الدكروري، من غلاء السلع الأساسية، من الخضر والفاكهة، قائلا: كيلو الطماطم وصل 10 جنيهات، إحنا بنشتري المياه عشان مش نموت، فاضل نشتري الهواء – هكذا علق ساخرًا -.
وأكد محمد نابل، أن بحر البقر انتقلت من حرب الصهاينة إلى حرب الغلاء، قائلا: الخضار مروي بمياه بالصرف الصحي، والفاكهة بتضرب على طول ومبقاش ليها طعم".
وأضاف "نابل"، أكثر من 60% من أهالي القرية يعانون من الفشل الكلوي، بسبب المياه الملوثة، "إحنا بنشتري جركن المياه بـ 3 جنيهات".
وقالت فاطمة سيد عبد العزيز، والدة أحد الأطفال الذين استشهدوا بمذبحة بحر البقر: كانت فاجعة لينا ولأهل القرية كلهم، يوم ما شلنا عيالنا غرقانين في دمهم من المدرسة، والحمد لله كل اللي طالبينه الستر.. بس العيشة بقت غالية أوي.
وتابعت "فاطمة" أنها تعاني من الفشل الكلوي بسبب تلوث المياه، وتطالب المسؤولين بتوفير مصدر رزق لها ولأبنائها بعد وفاة زوجها.
الأهالي أعربوا عن غضبهم الشديد ومنهم من رفض الحديث، عن أوضاعهم المعيشية لاعتبارهم أن تفقد المسؤولين لـ "بحر البقر" في كل عام مجرد شو إعلامي، متهمين الحكومة بالتقاعس وتجاهل مطالبهم وحل أزماتهم.
ومدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، كانت تتكون من طابق واحد وبها ما يقرب من 150 تلميذًا، قبل أن تحلق طائرات الفانتوم الإسرائيلية فوق المدرسة وتقصفها بقنبلة تزن 1000 رطل، لتحول ساحة العلم الصغيرة إلى كتلة نيران وأشلاء، وراح ضحية هذا العدوان 30 طفلاً، وأصيب أكثر من 70 بإصابات بالغة تحولوا على إثرها إلى معاقين، وانخلعت قلوب المصرين حين فقدوا أطفالهم، واشتعلت نيران غضبهم وهم يلملمون أشلاءهم لتوديعهم إلى مثواهم الأخير.
وفي عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، نفذت الأجهزة المحلية إزالة آثار المدرسة والاكتفاء بنصب تذكارى، وبناء مدرسة أخرى بنفس الاسم بمكان آخر بالقرية، وتم تحويل مكان المدرسة الحقيقي إلى مبان ومنازل تم بيعها للمواطنين، كما أغلق نظام مبارك قاعة فى متحف الزعيم أحمد عرابى بالشرقية كانت تحتوى على ملابس الأطفال الشهداء وكراساتهم ومقتنياتهم الخاصة، وعليها آثار الدماء.
ومن بين أسماء الأطفال الشهداء نذكر ١٩طفلًا هم (حسن محمد السيد الشرقاوى. ومحسن سالم عبدالجليل محمد. وإيمان الشبراوى طاهر. وبركات سلامة حماد. وفاروق إبراهيم الدسوقى هلال. وخالد محمد عبدالعزيز. ومحمود محمد عطية عبدالله. وجبر عبد المجيد فايد نابل. وعوض محمد متولى الجوهرى. ومحمد أحمد محرم ونجاة محمد حسن خليل وصلاح محمد إمام قاسم وأحمد عبدالعال السيد ومحمد حسن محمد إمام وزينب السيد إبراهيم عوض ومحمد السيد إبراهيم عوض ومحمد صبرى محمد الباهى وعادل جودة رياض كرواية ووممدوح حسنى الصادق محمد).
شاهد فيديو مدرسة بحر البقر..مجزرة حاضرة فى أذهان المصريين
تابع أخبار مصر