أعربت الحكومة اﻹسرائيلية وعدد من الخبراء عن ترحيبهم بالغارة التي أمر بها الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب الجمعة على قاعدة "الشعيرات" التي يسيطر عليها نظام بشار اﻷسد في سوريا.
وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد وقت قليل من الغارة، بيانا للإعراب عن "تأييده التام" للضربة اﻷمريكية.
الرئيس دونالد ترامب أمر بضرب قاعدة "الشعيرات" الجوية التي يسيطر عليها نظام اﻷسد الجمعة بـ 59 صاروخ من طراز توماهوك، حيث يعتقد أن تلك القاعدة شن منها نظام اﻷسد هجوما بغاز الـ "سارين" على منطقة خان شيخون مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 72 مدنيا، بينهم الكثير من اﻷطفال.
صحيفة "جيروزاليم بوست" اﻹسر ائيلية ترصد اﻷسباب التي دفعت إسرائيل لدعم الضربة اﻷمريكية، وأسباب أخرى تشرح لماذا هذا الدعم ليس سهلا.
أما عن اﻷسباب التي دفعت تل أبيب تأييد الضربة هي:
أولا: الضرورة الأخلاقية
صور الأطفال التي قتلت جراء استخدام اﻷسد غاز السارين والتي تبعد فقط بضعة مئات من الأمتار عن شمال إسرائيل، اﻷمر الذي أعاد للأذهان اﻹبادة التي تعرض لها اليهود من النازي، ولا تزال عالقة في اﻹذهان.
ثانيا: عودة أمريكا إلى سابق عهدها
الإسرائيليون كانوا يشعرون بالإحباط بسبب تردد إدارة أوباما في مواجهة الأسد.
وفي عام 2013، قال الرئيس "باراك أوباما" إن استخدام الأسلحة الكيميائية سيؤدي إلى هجوم، ولكن عندما عبرت سوريا الخط اﻷخمر، وبدلا من شن هجوم، أبرم أوباما اتفاقا مع روسيا ينص على ضرورة أن تتخلص سوريا من أسلحتها الكيميائية، ويبدو الآن واضحا للولايات المتحدة وحلفائها أن سوريا كانت تغش، ولم تتخلص من كل أسلحتها الكيميائية.
إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت التخلي عن سياسات سلفها أوباما، واتخذت خطوة على هذا الطريق بعد الهجوم الكيميائي.
ولماذا هذا التأييد صعب ومكلف؟
اوﻷ:
هل ستكون الطائرات اﻹسرائيلية في خطر بدون التنسيق الروسي؟
حليف نظام اﻷسد، روسيا كانت غاضبة جدا من الضربة اﻷمريكية، وأوقفت اتفاقها مع الولايات المتحدة بخصوص اﻹخطار المسبق بأي عمل عسكري، لا سيما من الجو، حتى لا يكون هناك خطر اصطدام غير مقصود.
روسيا لديها نفس الاتفاق مع إسرائيل، فهل هذا التأييد يجعل موسكو تعاملها بنفس طريقة أمريكا؟.
إسرائيل أرسلت الشهر الماضي طائرات إلى سوريا لوقف تهريب الأسلحة السورية إلى حزب الله.
إلا أن مسئول إسرائيلي رفيع المستوى أكد أن روسيا سوف تواصل السماح لإسرائيل بالتحرك، قائلا: " لا اعتقد أن هناك أي تهديد للعمل الإسرائيلي طالما تدافع عن مصالح إسرائيل".
2. هل سوف تصبح إسرائيل أكثر عرضة للاستهداف؟
أكبر تهديد ﻹسرائيل هو حزب الله الذي نشر عشرات الآلاف من الصواريخ في جميع أنحاء لبنان منذ الحرب الأخيرة عام 2006.
ويعتقد بعض الخبراء أن حزب الله يمكن أن يستعد لحرب مع إسرائيل مرة أخرى، حتى يبعد الانتباه عن سوريا.
ووصف حزب الله الضربة اﻷمريكية بانها عمل "غبي" يخدم إسرائيل، وتوقع أن يزيد التوتر.
3. جنون روسيا؟
نتانياهو بذل جهودا كبيرة لتنمية العلاقات مع روسيا، وذلك جزئيا يرجع إلى أن تل أبيب تعتبر موسكو أكبر وكيل للتوسط في صفقة الوضع النهائي التي من شأنها أن تبقى إيران وحزب الله بعيدا عن حدود إسرائيل.
4. التحالف السني
الحكمة التقليدية في واشنطن بعد الهجوم هي أن ترامب أعاد الدور الأمريكي بين الحلفاء العرب السنة.
والتدخل الأمريكي المباشر ليس بالضرورة مرحبا به، والأهم من ذلك أن مصر - التي كان زعيمها عبد الفتاح السيسي، في زيارة الأسبوع الماضي للبيت اﻷبيض، كان أقل تحمسا للضربة.
عدم التحمس المصري للضربة قد يؤدي إلى عرقلة محاولة نتنياهو استخدام مصر كقناة لإبرام اتفاقات سلام جديدة مع دول عربية معتدلة أخرى.
وقال شابيرو الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل:" السيسي يرى الأسد بغض النظر عما إذا كان على حق أو خطأ، حليف في إطار المعركة ضد التطرف".
وأضاف:" هناك أيضا مبدى مصري تقليدي، فهي لا تريد أن ترى أي تدخل خارجي في دولة عربية .. مصر في الأشهر الأخيرة تحركت نحو الروس، حيث شاركوا في قتال داعش في غرب مصر .. وهذا يخلق بعض التوترات المحتملة بين مصر وشريكها الإستراتيجي إسرائيل، وبين السيسي وصديقه الجديد دونالد ترامب".
5- عدم معرفة النهاية
حذر الخبراء من رؤية عواقب طويلة الأجل بسبب الضربة اﻷمريكية، لا أحد يعرف حتى الآن إلى أين سوف تصل المشاركة اﻷمريكية، قائلا: هذه الضربة ليست مثل غزو العراق عام 2003".
إسرائيل كانت في البداية تدعم العمل الأمريكي في العراق، ولكن سرعان ما ازدادت المخاوف من أن إدارة بوش أهملت التهديدات المتزايدة من إيران.
وأكد وزير الخارجية اﻷمريكي "ريكس تيلرسون" أن الضربة مرة واحدة، قائلا:" لا أريد بأي حال من الأحوال أن يفهم ذلك على أنه تغيير في سياستنا أو موقفنا بالنسبة إلى أنشطتنا العسكرية في سوريا".
وقال السناتور اﻷمريكي راند بول: تدخلاتنا السابقة في الشرق اﻷوسط لم تفعل شيئا لجعلنا أكثر أمانا، ولن تكون سوريا مختلفة".
الرابط اﻷصلي