عادت مشاهد الدماء للظهور داخل جدران الكنائس من جديد فبعد تفجير الكنيسة البطرسية خلال احتفالات أعياد الميلاد الماضية بقلب القاهرة، تعرضت كنيسة "مار جرجس" بمدينة طنطا ،صباح اليوم لتفجير إرهابي مع صبيحةالاحتفال بعيد "السعف".
الانفجار الذي وقع جراء عبوة ناسفة نتج عنه مقتل ما يزيد عن 25 شخصا وإصابة العشرات بجروح خطيرة، ليتحول مشهد الاحتفالات إلى قداس جنائزي .
من جانبه قال الكاتب والمحلل عبد الله السناوي، إن استهداف الأقباط في مصر يمثل استهداف للدولة وكل المواطنين وليس الأقباط فقط، بهدف ضرب النسيج الوطني وتمزيقه من خلال استهداف الكنائس ودور العبادة.
وأضاف السناوي، لـ "مصر العربية"، أنه لابد من مراجعة كاملة لاستراتيجية مكافحة الإرهاب، التي أثبتت عدم نجاحها بالاعتماد على الإجراءات الأمنية فقط.
وأشار السناوي، إلى أنه يجب على الدولة لمواجهة الإرهاب بشكل صحيح أن تتخلى عن الفكر الأمني وحده، وأن تعمل على فتح المجالين السياسي والعام، وتقضي على الفقر والجهل والبطالة، التي تشكل جميعها عناصر ممهدة لبيئة حاضنة للإرهاب.
وأكد عبد الله السناوي، أن ما حدث يوضح وجود خلل كبير وتقصير أمني واضح لا يحتمل الشك أو التأويل، خاصة بالتزامن مع فترة الأعياد والاحتفالات بالنسبة للأقباط وهي فترة دائما ما تقترن بتفجيرات، متسائلا: كيف لا يوجد كاميرات مراقبة داخل وخارج الكنيسة؟، مطالبا الداخلية بشرح تفاصيل ما حدث.
كما أوضح أحمد فوزي، الناشط السياسي، والقيادي بحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن تفجير الكنائس هو أحد أركان أدبيات تنظيم داعش الإرهابي .
وقال فوزي، لـ "مصر العربية"، إن داعش حقيقة وليست وهم مخابراتي كما يعتقد الكثيرين، معتبرا أن دلالات هذا التفجير خطيرة جدا حيث أنه يرسخ فكرة عدم مرور عيد أو مناسبة للأقباط دون وجود تفجيرات لداعش.
وتابع فوزي: الأمر يتم منذ عدة سنوات وفي مناطق متفرقة، بما يؤكد وجود تنظيم يشمل الألاف من العناصر ويتلقون تدريبات ويتوفر له تمويل مناسب.
وتساءل الناشط الحقوقي"هل أخبرنا أحد كيف يحدث هذا الأمر؟، أو وضعت دراسات حقيقية حول أدبيات داعش التي تعتمد عليها؟"، لافتا إلى أن إصرار الأجهزة على اعتبار ملاحقة شباب تيران وصنافير ومنع الحقوقيون من السفر أو ملاحقة ومصادرة أموالهم أهم من داعش وخطرها.