استيقظت محافظة الغربية وبالتحديد في عاصمتها طنطا، صباح اليوم الأحد، على حادث "إرهابي" تمثل في انفجار قنبلة داخل كنيسة مارجرجس بمنطقة علي مبارك، أسفر عن مقتل نحو 30 شخصا، وعشرات المصابين.
وبعد ساعات من التفجير الأول، استهدف انفجار آخر الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، أودي بحياة نحو 13 شخصا على الأقل بينهم مسئول أمني، وآخر قضائي وإصابة 30 آخرين، في حصيلة مرجحة للزيادة، وتزامن تفجير المرقسية مع تفجير آخر في كنيسةمارمرقس بمنطقة العطارين في الإسكندرية ولكن لم يعلن عن ضحايا.
وتزامنت التفجيرات مع احتفال الكنائس الثلاث ( الأرثوذكسية، الإنجيلية، والكاثوليكية)، اليوم الأحد، بـ"أحد الشعانين"-موعد دخول السيد المسيح للقدس- المعروف بـ"عيد السعف"، والذي يعد مدخلًا لـ"أسبوع الآلام"، وفقا لمعتقدات الكنيسة.
انفجار مارجرجس بطنطا
ففي محافظة الغربية قٌتل ما يقارب من 30 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات، بانفجار داخل كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى لوجود حالات حرجة بين المصابين، كما أنه ياتي تزامنا مع "أحد الشعانين"، وهي مناسبة دينية يكون فيها المكان مكتظاً.
وقالت مصارد أمنية أن عبوة ناسفة وُضعت تحت مقعد في كنيسة مارجرجس بطنطا سببت الانفجار، الذي خلف 25 قتيلاً، لكن مصادر صحفية نقلت عن شهود عيان أن انتحارياً، وراء التفجير.
خلل أمني
قال شهود عيان، إن قوات الأمن رفعت الحواجز الأمنية في محيط كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، الليلة الماضية.
وأضاف أحد الشهود لبرنامج صباح الخير يا مصر على الإذاعة المصرية، أن التواجد الأمني كان ضعيفا للغاية في محيط الكنيسة، منذ ساعات المساء، ولم تنتشر القوات بكثافة إلا بعد وقوع الانفجار.
وفرضت القوات طوقاً أمنياً حول المنطقة للبحث عن قنابل أخرى محتملة، ولتمشيط المكان بحثاً عن الجناة.
تضارب عدد الضحايا
اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، قال في تصريحات صحفية إن العدد الفعلي للضحايا لم يتم حصره حتى الآن، مؤكداً أن بعض المصابين حالتهم حرجة.
وقال مصدر أمني بالمحافظة إن 25 قتيلا ونحو 30 مصابا في حصيلة أولية لضحايا كنيسة مارجرجس، بينما أعلنت وزارة الصحة أن القتلى ارتفعوا إلى 21 وقدرت المصابين بـ 59 شخصا.
وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل الضحايا والمصابين إلى مستشفى المنشاوي والمستشفى الجامعي بالغربية، كما توافد الأهالي على المستشفيات للتبرع بالدم، وتوجه بعضهم إلى محيط الكنيسة للمساعدة في نقل المصابين.
وعززت أجهزة الأمن من قواتها حول الكنيسة والكنائس الأخرى، كما وجهت بتكثيف دوريات الانتشار السريع ووحدات قتالية للتعامل الفوري ومواجهة أي أعمال شغب حول الكنائس.
وكان خبراء المفرقعات بعد ساعات من انفجار الكنيسة تمكنوا من تفكيك قنبلة في محيط مسجد سيدي عبدالرحيم بطنطا.
انفجارات الإسكندرية
لم يهنأ أقباط الإسكندرية بالاحتفال بعيد "أحد الشعانين" بعدما فجر انتحاري نفسه على مدخل الكنيسة المرقسية، أثناء إقامة البابا تواضروس قداس العيد داخلها.
وأعلنت وزارة الصحة عن مقتل 12 شخصا جراء التفجير، بينهم المستشار صموئيل جورج رئيس محكمة شبين الكوم، وضابط التأمين ومجندين اثنين بالكنيسة.
وقالت مصادر كنسية إن بابا الأقباط تواضروس الثاني، بخير، ولم يصب في التفجير الذي وقع في محيط الكنيسة الذي كان يتواجد فيها البابا.
داعش يتبنى
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيرات الكنائس بمحافظتي الغربية والإسكندرية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
السيسي يدين
بدوره أدان الرئيس عبد الفتاح السيسي ببالغ الشدة حادث التفجيرات الغاشمة التي استهدفت كنيستي مار جرجس بمدينة طنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية صباح اليوم الأحد.
وتوجه السيسي، بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا.
كما دعا السيسي مجلس الدفاع الوطني للانعقاد اليوم، ويضم مجلس الدفاع الوطني رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة أفرعها ووزير الخارجية.
ويأتي الانفجار قبل أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان، فرنسيس، لمصر في 28 و29 أبريل الجاري.
وكان انتحاري فجر نفسه في كنيسة ملاصفة لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في قلب القاهرة في ديسمبر الماضي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 25 قتيلاً.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن اعتداء القاهرة ودعا إلى استهداف الاقباط.