"اعلموا أن جنود الدولة الإسلامية تقف لكم بالمرصاد وأن غزوتنا لن تكون آخر الغزوات بل القادم أدهى وأمر وأحد من السيف وأحر..فارتقبوا إنا مرتقبون".. وعيد اختتم به تنظيم داعش فيديو لمدة 20 دقيقة يهدد فيه أقباط مصر باستهداف ممنهج في التاسع عشر من فبراير الماضي.
وحمل المقطع وقتها عنوانا يقول:"وقاتلوا المشركين كافة"، أعلن فيه مسؤوليته عن تفجير الكاتدرئية المرقسية بالعباسية، الذي راح ضحيته 28 قتيلا.
انتقل التهديد من مجرد رسائل عبر شبكة الإنترنت إلى تفجيرات على أرض الواقع، ففي صباح اليوم الأحد، وقعت ثلاثة تفجيرات؛ الأول استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا وراح ضحيته 31 قتيلا و75 مصابا، وتفجير آخر بمحيط الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل بالاسكندرية، التي صلى فيها فيها البابا تواضروس، وثالث بكنيسة مارمرقس بمنطقة العطارين بالإسكندرية.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مسؤولية التنظيم عن تفجيرات اليوم.
وعلق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، على إصدار داعش المرئي بأنه حملة جديدة تستهدف الوقيعة بين مسلمي الوطن ومسيحييه، واصفا إياه بأنه يعد التسجيل الأبرز من التنظيم فيما يتعلق بتوعد المسيحيين بالقتل والتنكيل وسفك الدماء.
وبعد أيام قليلة من الإصدار المرئي لداعش، وقعت حادثة مقتل سبعة أقباط على يد مسلحين بمحافظة شمال سيناء، بينهم اثنان حرقا في أقل من ثلاثة أسابيع، ما أدى لنزوح نحو 35 أسرة مسيحية من العريش إلى الإسماعيلية، وجاء في وقت نشر فيه تنظيم "داعش" مقطع فيديو، يهدد فيه باستهداف الأقباط.
وفي يوم 29 مارس الماضي، أعلنت الأجهزة الأمنية بمحافظ الغربية، تفكيك قنبلة داخل مبنى كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية، وهي ذات الكنيسة التي شهدت التفجير اليوم الأحد.
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية كمال حبيب قال إن استهداف المسيحيين أصبح أحد الأهداف بالنسبة للتنظيم، والتي تشمل المؤسسات السيادية للدولة وهي الجيش والشرطة والقضاة، وكذلك مشايخ القبائل الذين يتعاونون مع الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى المسيحيين.
وأضاف حبيب لـ"مصر العربية" أن التنظيم توعد بعمليات ممنهجة بشكل مستمر، وهو ما يعني اتجاهه للتصعيد ضد المسيحين، مشيرا إلى التفجيرات التي وقعت اليوم في أوقات متفرقة بأكثر من مدينة.
واعتبر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية استهداف الكنيسة المرقسية، التي وعظ فيها البابا تواضروس اليوم، لأول مرة منذ تنصيبه كبطريرك للكرازة المرقسية، رسالة تهديد مباشرة للبابا باستهدافه وأنه ليس ببعيد عنهم.
وتابع حبيب: داعش يعاقب البابا على مواقفه المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي وحشده للأقباط لمساندته في الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن التفجير حدث على بعد أمتار من البابا، وأن التشديدات الأمنية صعبت العملية على منفذي التفجير، بحيث اضطروا للتفجير من الخارج بدلا من الداخل.
ورأى أن الأجهزة الأمنية تدير الأمور بـ"عقليات ساذجة غير قادرة على التعامل مع التحولات الطارئة على تنظيم داعش في استهداف الأقباط"، مشددا على ضرورة العمل على "إعادة هيكلة جهاز الشرطة بأكمله بدءا من وزير الداخلية حتى أصغر أفرادها".
ولفت إلى أن الشرطة "تعمل بأدوات عقيمة، ولا تشعر بالمسؤولية وليس لديها خطة للتعامل مع ما يمثل تهديدا لأمن الدولة"، محذرا من أن اتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية سواء بفرض حالة الطوارىء أو غيرها "لن يجدي شيئا وسيزيد من معدل العمليات الإرهابية".
من جانبه، قال أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية كرم زهدي إن تهديد داعش في الإصدار المرئي كان يعني أنه سينفذ عمليات متتابعة ومتتالية لابد من الانتباه إليها، واصفا ذلك بـ "الطامة الكبرى".
وشدد زهدي على ضرورة البحث عن مراجعات مع من يتبنون الفكر التفجيري، كما جرت مراجعات من قبل مع حوالي 18 ألف جهادي رجعوا إلى صحيح الدين، مؤكدا أنه لا سبيل إلا الحوار والمراجعات الشرعية مع من يقتل بناء على الفكر .