ينتهي الجميع من أداء الصلوات خلف البابا تواضروس الثاني بالإسكندرية احتفالا بأحد الشعانين، يفكر كل منهم في كيفية قضاء العيد بعد صوما طويلا، لكن الضجة الآتية من الخارج لم تمهلهم، إذ لطخت الدماء أعمدة الكنيسة المرقسية العتيقة.
يهرول المصلون المحتفلون بحثا عن ذويهم بعد وصول عدد الضحايا إلى 17 قتيلا وقرابة 70 جريحا، إثر انفجار ظهر اليوم استهدف الكنيسة التي أسسها مرقس الرسول عام 62 ميلاديا كبداية للكنيسة القبطية في مصر.
وللكنسية المرقسية، التي كانت مقرا لبطريرك الكنيسة لألف عام قبل انتقال مقرها عدة مرات، إلى أن أصبح الآن في حي العباسية بالقاهرة، مكانة كبيرة في تاريخ الكنيسة العالمي لأن منها بطاركة الإسكندرية العلماء الذين واجهوا الهرطقات المختلفة.
ويرجع باحثون أقباط، أسباب انتقال مقر بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية من الإسكندرية إلى القاهرة إلى كثرة عدد المسيحيين بالقاهرة وارتباطها بالحكومة ،فصار البابا يعين أسقفا للإسكندرية باسم وكيل الكرازة المرقسية.
مرت الكنيسة المرقسية التي يقع مقرها في محطة الرمل بعد مراحل قبل انتقال مقر البطريرك إلى القاهرة، إذ تمت توسعتها في عام 321 ميلاديا ثم أعيد بنائها في عام 828 بعد حادث سرقة جسد مرقس الرسول مؤسسها ثم أعيد بنائها مرة أخرى في عام 1527.
في عام 1870، أعيد بناؤها على الطراز البيزنطي مع تزيينها بعدد كبير من الأيقونات الجميلة. وفي عام 1952 افتتحها البابا يوساب الثاني بافتتاح الكاتدرائية الجديدة وصلى أول قداس بها، وتضم الكنيسة، الكلية الإكليركية التي تختص بالعلوم المسيحية.
وتحتفظ الكنيسة المرقسية، التي تم توسعتها من الجهة الغربية في 1990 إبان عهد البابا شنودة الثالث، بأيقونات أثرية من الذهب والفضة لمارمرقس ومارجرجس والسيد المسيح والسيدة مريم العذراء، عليهما السلام، والكرسي البابوي وست أعمدة رخامية.
وفي منتصف الكنيسة من الناحية الجنوبية، مدخل المقبرة الأثرية الشهيرة التي تضم رفات الآباء بطاركة الكرسي السكندري في الألفية الأولى، وقد تم تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والإنجليزية.
ووقعت، اليوم الأحد، ثلاثة تفجيرات أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عن مسؤوليته عنهت، إذ استهدف الأول كنيسة مارجرجس بطنطا وراح ضحيته 31 قتيلا و75 مصابا، وتفجير آخر بمحيط الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل بالاسكندرية، التي صلى فيها فيها البابا تواضروس الثاني.