مساء ليلة العزاء في ضحايا الكنيسة البطرسية، منتصف ديسمبر الماضي، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، خرج الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، ورئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس، منكس الرأس، مسرع الخطى، باتجاه سيارته، وعلى وجهه ملخصا لنتائج جولته بمستشفى الدمرداش، حيث يرقد المصابون، حينذاك.
كغيره من الشخصيات العامة، والقيادات الكنسية، استوقفه مصورون، ينتشرون في ممر خارجي يتوسط المقر البابوي، والكاتدرائية، أشاح بوجهه حين أضاءت الكاميرات، وقال بعفويته المعروفة: "مفيش كلام يتقال".
وأبدى الأسقف المحمل بأعباء كنسية كبيرة في تصريح لـ"مصر العربية" أسفه جراء مشاهد الإصابات التي تراوحت ما بين سيقان مبتورة، وأعين ضائعة، على خلفية تفجير غاشم، استهدف الأبرياء.
ما يقرب من 8 ساعات مرت على تفجيري كنيستي (طنطا- الإسكندرية)، لم يصدر تصريح واحد عن قيادة كنسية، وآثر الجميع الصمت بمن فيهم المتحدث الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية، القس بولس حليم.
وبدا التفجيرين كصدمة حالت دون صدور بيان كنسي رسمي للتعقيب على الحادث، وهو الأمر الاستثنائي بين حوادث كثيرة مرت على الكنيسة الأرثوذكسية.
باستثاء صفحة المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، التي نقلت على فترات متقطعة، بضعة صور لآثار التفجيرات، وجولة ميدانية للأنبا إرميا رئيس المركز الثقافي القبطي بكنيسة طنطا، التزمت صفحات الأساقفة، بصمت يوازي صمت الصفحة الرسمية للكنيسة.
وجدد الأنبا بيمن رئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس، رفضه للتعقيب على تفجيرات "أحد الشعانين"، مكتفيا بعبارة تسللت من نوبة غضب بائنة: "مش هتكلم في حاجة".