احتفل البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي، اليوم الأحد، بعيد ميلاده الـ71، حيث ولد في مثل هذا اليوم عام 1946.
حقق جوزيه مع الأهلي العديد من الإنجازات والبطولات، ولكنه دخل قلوب جماهير الشياطين الحمر، لأسباب كثيرة، فهناك العديد من المدربين، ممن استطاعوا فعل ذلك، بالطبع جوزيه هو الأفضل والأعظم، ولكن لم يحب جمهور الأهلي مدربًا كما أحب جوزيه، بالرغم من كونه أجنبيًا.
وتعتبر جماهير الأهلي، مانويل جوزيه، مشجعًا للنادي، وليس مدربًا فقط، فهو مشجع "درجة ثالثة" لمواقفه العديدة، وتصريحاته وحبه للمارد الأحمر.
الساحر البرتغالي، بمثابة ملهم للجماهير الحمراء، فهو من القلائل الذين تغنت الجماهير باسمهم، في المدرجات وفي المباريات.
نادرًا ما يعشق متعصبو المارد الأحمر، شخصًا بعينه، فهم دائمًا يوجهون حبهم للكيان، ولكن جوزيه حالة خاصة، وذلك لارتباطه بمدرجات الأهلي، ومدرج "التالتة شمال".
ويرصد "ستاد مصر العربية" أبرز المواقف التي جعلت من جوزيه، معشوق لجماهير المارد الأحمر، في التقرير الآتي:
"تيشرت" كاريكا
في عام 2011، وبعد أحداث ثورة 25 يناير، وما تلاها، كان الشباب هم الحدث الأكبر لكل المواقف التي تمر بها البلاد، وهم من يتصدروا كل الأحداث.
استشهد محمد مصطفى "كاريكا"، أحد مشجعي النادي الأهلي، في أحداث مجلس الوزراء الشهيرة، وهتفت باسمه جماهير المارد الأحمر، في مباراة فريقهم في إحدى مباريات الفريق في بطولة الدوري.
وفاجئ مانويل جوزيه، الجماهير الحاضرة، بارتدائه قميصًا يحمل صورة صديقهم الذي وافته المنية مكتوب عليه "يخلد في سلام"، وذهب إليهم في المدرجات ليقدم لهم التحية، في لقطة أكثر من رائعة، استقرت في أذهان الجماهير حتى وقتنا هذا.
جوزيه و "بوكس" الشرطة
رفض مانويل جوزيه، الخروج من مدينة الإسماعيلية، في مباراة حدث بها مشكلة كبيرة بين جمهور الفريقين، إلا بعد الاطمئنان على أحد مشجعي الأهلي، الذي تم القبض عليه من قبل الشرطة.
وتوجه جوزيه إلى "بوكس" الشرطة، رافضًا مغادرة المكان، إلى بعد الإفراج عن الشاب المقبوض عليه، وهو الموقف الذي لم ولن يحدث من أحد المدربين أو المسؤولين في النادي.
موقفه من الحضري
بعيدًا عن مستواه الكبير، وكونه أحد أفضل حراس القارة السمراء عبر التاريخ، إلا أن جمهور الأهلي يعتبر عصام الحضري، خائن وكاذب، بسبب هروبه من النادي بدون علم الإدارة.
وستظل جماهير الأهلي، تتذكر هذا الأمر دائمًا، وسترفض عودته نهائيًا إلى صفوفهم، وهو مااتفق معهم المدرب البرتغالي فيه.
وقال جوزيه في تصريحات تلفزيونية قبل ذلك، إن الحضري كاذب وترك الأهلي بحثًا عن المال، وليس لأي شيئًا آخر، واصفًا إياه بـ"الأراجوز".
جوزيه وثورة 25 يناير
"ثورة يناير تأخرت كثيرًا ولو كنت مصريًا لشاركت فيها" هكذا قال جوزيه، تعقيبًا على الحدث الأعظم في تاريخ المصريين، وشبه ما حدث في مصر بالثورة البرتغالية عام 1974.
ويمس هذا التصريح جميع المصريين، وليس الجانب الأهلاوي فقط، فكل من يقف بجانب الثورة، يحبه المصريين، أيًا كانت انتمائهم.
وقال مانويل أيضًا: "قلبي يتألم من مشاهد سقوط شباب مصر، يُقتلون لأنهم طلبوا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، هذا أمر دموي لا يليق بشعب لم أر منه سوى الكرم والحب، أنا مصري أكثر من المصريين، وهنا قضيت أعظم سنوات عمري، وأدعم كل من يطلب الحرية في سلام".
وتنازل جوزيه عقب الثورة وأحداث، عن نصف مرتبه، للنادي، تقديرًا منه للظروف التي تمر بها البلاد، وتوقف النشاط الرياضي.
مذبحة بورسعيد
بالطبع هي أسوأ الأحداث التي مرت على كل مشجع أهلاوي، وكل مصري، عاصر هذه الفاجعة، والتي أثرت كثيرًا في تاريخ الكرة المصرية.
تواجد مدرب أجنبي في ظل هذه الحادثة، ومشاهدته لها، من داخل ملعب المباراة، بالطبع كان سيغادر البلد، ولن يأتي لها مرة أخرى، ولكن شخص بصفات جوزيه وحبه للأهلي ولجماهيره، أبقاه في مصر.
قال جوزيه تعقيبًا على الكارثة: "لا يوجد مبررًا لهذه المأساة، ولكن يبدو أن الأحداث كانت مدبرة.. لقد رأيت لافتات عديدة في الملعب تقول أنكم ستموتون اليوم في بورسعيد".
وصرح في الصحف البرتغالية، بأن الأمن تواطؤ في هذه الكارثة، ويتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، وهو ما يتوافق الكثير من المجشعين، خاصةً من تواجدوا في أرض الملعب.
وأكد مانويل أيضًا، أن وقت المجزرة هي أسوأ لحظات عاشها في حياته.