بحث ممزوج بالبكاء والهرولة، وحالة من الاضطراب تسيطر على المبني الذي كان ساكنا حتى التاسعة من صباح اليوم إلا من بعض زوراه الذين تعرضوا لحادث أجبرهم على الحضور لمبني الطوارىء بمستشفى طنطا الجامعي، ليحتل المبني الثكالي والمتعلقون بحبال الأمل.
على المدخل الرئيسي المتفرع من شارع البحر والمؤدي لمستشفي الجامعة، كان العشرات في انتظار الخلاص، بخروج جثامين ذويهم من مشرحة المستشفي، ومنعو مراسلى الصحف من الدخول لمكان تواجد الجثامين.
في المقابل كان الصمت يخيم على المكان، فما بين الانتظار والصراخ المكتوم كان بطرس ميشيل يقف في انتظار خروج جثمان قريبته التي كانت ضمن ضحايا التفجير الذي خلف 33 قتيلا، وأكثر من 40 مصابا بحسب بيان وزارة الصحة، لتمتد جسور المنتظرين حتى مباني المستشفى الجامعي المجاورة.
على الأرصفة المقابلة لمستشفي الطوارئ، اصطف أهالي المصابين أو من رافقوا من جاءوا للبحث عن ذويهم الذين خرجوا في الصباح لأداء الصلاة تزامنا مع ذكرى دخول السيد المسيح القدس، محملين بالسعف، إلا أنهم لم يعودوا لمنازلهم.
الجميع توزعوا على طوابق المسشفي الخمسة كل حسب حالته، فالعشرات الذين سقطوا وزعوا على أقسام العظام، والجراحة، والمخ وأعصاب، والحروق، التى نجمت عن التفجير.
وربما لم تشهد طرقات مستشفى الطوارىء نحيبا كما شهدت اليوم، ولم يخل أي ممر منها من أهالي المصابين الذين تجمعو على أبواب الغرف في انتظار خروج مصابيهم من حجرات العمليات أو حتى انتظار من دخلوا في غيبوبة نتجة الاصابة حتى يعودوا مرة أخري لحياتهم الطبيعية.
لم يقتصر الاختلاف على الطوابق فقط، فالأمر تعدى نحيب الأهالي المنتظرين لكلمة تطمئنهم على ذويهم، فعلقت إدارة المستشفي كشفا بأسماء المصابين الذين دخلو للمكان في كل طابق حسب إصاباتهم تسهيلا على الباحثين عن ذويهم.
وفي الجانب الآخر كثفت قوات الشرطة التواجد الأمني أمام مداخل المستشفي وعلى بوابة المشرحة التي تواجد،ت به جثامين الضحايا.