أحمد النجار: حان وقت محاربة التطرف الذي استخدمه السادات في صراعه السياسي

أحمد السيد النجار

أدان أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، تفجيري كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، واللذان وقعا أمس الأحد، بالتزامن مع احتفال الأقباط بـ "أحد الشعانين".

 

وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كيف ننتصر لثقافة الحياة في مواجهة الإرهاب الإجرامي الدنئ؟، أحر التعازي لكل مصر في شهدائها، وعزاء خاص لأسرهم التي حول حثالة الإرهابيين عيدها وعيد مصر إلى مأتم، وكما هو معروف فإن العمليات الإرهابية الانتحارية لا راد لها لأنك إزاء شخص حقير يفجر نفسه عندما يكتشفه الأمن في أي بلد متقدم أو نامي أيًا كان مستوى كفاءة الأمن، ويمكن تقليل خسائرها لأدنى مستوى بوضع الحواجز الأمنية على مسافة آمنة من المواقع التي يُراد تأمينها".

 

وتابع: "أما دائرة العنف القذرة والإجرامية التي تستهدف مصر وأمنها واستقرارها وتستهدف المصريين المسيحيين بشكل خاص فإنها للأسف ستستمر طالما استمرت السلفية الوهابية التكفيرية الطائفية سرطانًا في جسد هذه الأمة يتحرك بحرية ولديه أحزاب دينية طائفية، ولدى جمعياته الدينية تمويل ضخم من الخارج تحت مسميات "خيرية".

 

وأضاف: "وستستمر أيضًا طالما استمرت المناهج التعليمية بدون تنقية من عوامل التحفيز والتحريض على الطائفية والإقصاء والعنف ضد الآخر، وطالما استمر لدينا نظام تعليمي عام في التعليم قبل الجامعي مخصص لطائفة دينية لأنه بالضرورة يغذي روح الفرقة والإقصاء ويخلق أرضية صلبة لنمو الاتجاهات الطائفية والتكفيرية، ونظام تعليمي جامعي طائفي بلا أي مبرر أو مناسبة فليس هناك طب أو هندسة أو صيدلة إسلامية وأخرى كافرة وثالثة مسيحية حتى تكون هناك جامعة بها تلك الكليات وغيرها تحت لواء ديني، حيث يبنغي أن تقتصر الكليات الدينية على أصول الدين والشريعة والقانون ونظائرها لدى المسيحيين".

 

وواصل: "الحل يكمن في معالجة شجاعة وجسورة لكل الرزايا التي ابتليت بها مصر في التعليم والثقافة والسياسة منذ أن قرر الرئيس الأسبق أنور السادات استخدام الدين والجماعات الدينية في تجارة رخيصة في صراعه السياسي ضد معارضيه ودمر صورة الإسلام الوسطي المصري والموروث الحضاري المصري وإنجازات التحضر في العصر الحديث لصالح الجماعات السلفية الوهابية، وفتح الباب لكل زبانية التطرف في الداخل ودعم أشد الجماعات الدينية تطرفًا في الخارج وبخاصة في أفغانستان، وكالعادة انقلب السحر على الساحر وقتلوه".

 

وأردف: "الحل في احترام الدستور وحظر الأحزاب الدينية لأنها بالضرورة طائفية وتكفيرية وإقصائية ومغذية للعنف الديني، ومن باب التكرار الصحيح تمامًا فإن معالجة أزمات الفقر والبطالة وتمكين البشر من كسب عيشهم بكرامة وتحقيق العدالة الاجتماعية واحترام الحريات السياسية والشخصية بما يعني إنهاء جرائم التلصص والتنصت القذرة، هي عوامل أساسية في تطوير البناء الاجتماعي المتحضر والمناهض للعنف والطائفية والإقصاء والتكفير".

 

واختتم: "كذلك فإن مكافحة الإرهاب في الداخل تحتاج لمواقف قوية ومستقيمة من الدول الداعمة للإرهاب الوهابي في المنطقة ومن القوى الدولية الداعمة والمغذية له في ليبيا وسورية ومصر، وللعلم فإن مصر لو قضت على الإرهاب واتخذت موقفًا قويًا من داعميه فإن قطاعها السياحي وحده يمكنه أن يحقق دخلاً يبلغ أضعاف كل ما تتلقاه من قروض مقبولة أو مسمومة من كل الجهات الإقليمية والدولية".

وقالت وزارة الصحة إن الانفجار الذي استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة العشرات.

 

ووقع انفجار أمس الأحد، في محيط كنيسة "مارجرجس" بشارع علي مبارك في طنطا، عاصمة محافظة الغربية، بالتزامن مع احتفال الأقباط بـ"عيد الشعانين"، موعد دخول السيد المسيح للقدس، والمعروف بـ "عيد السعف".

 

ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة والسكان، وفاة 6 مواطنين وإصابة 33 آخرين، حتى الآن، إثر حادث انفجار جسم غريب داخل الكنيسة المرقسية - قسم العطارين بالإسكندرية.

مقالات متعلقة