الأقلية المسيحية في مصر عاشت يومًا هو الأكثر دموية منذ عقود.. هكذا علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على حادثي التفجيرين اللذين هزا كنيستين في طنطا والإسكندرية أمس الأحد وأوقعا 44 قتيلًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 شخص.
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير على نسختها الإلكترونية أن التفجيرين اللذين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ "داعش" مسؤوليته عنهما يهددان بزيادة العزلة التي يشعر بها الأقباط في البلد العربي الواقع شمالي إفريقيا، والذين يشكلون قرابة 10% من إجمالي السكان.
وأوضح التقرير أن أقباط مصر يشعرون منذ عقود بالتمييز ضدهن، وزادت وتيرة الهجمات التي تستهدفهم منذ ثورة الـ25 من يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك من الحكم.
وأشار التقرير إلى أن المسيحيين يُظهرون بصراحة دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصل إلى سدة الحكم في العام 2014 بعد عزل المؤسسة العسكرية للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الـ 3 من يوليو 2013 إثر خروج مظاهرات حاشدة رافضة لحكمه.
ومع ذلك، والكلام لا يزال للتقرير، تتنامى مشاعر الغضب بين المسيحيين إزاء القيادة السياسية التي كانت قد تعهدت بعد كل هجوم يقع في الشهور الأخيرة بحماية المسيحيين عبر تحسين التدابير الأمنية، لكن ذلك لم يحل دون تواصل الاعتداءات الإرهابية عليهم.
وفي الفاتيكان، أدان البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي يخطط لزيارة مصر بعد حوالي ثلاثة أسابيع، التفجيرات وأعرب عن "بالغ تعازيه" للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرق الكرازة المرقسية ولكل طوائف الشعب المصري.
وتابع، "أدعو الرب أن يهدي قلوب أولئك الذين يزرعون الإرهاب والعنف والموت، وكذلك قلوب من يقومون بصنع وتجارة السلاح".
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن تفجيرين استهدفا أمس كنيستيين بمحافظتي الغربية والإسكندرية، شمالي البلاد، أسفرا عن مقتل 44 شخصًا وإصابة 113 آخرين، بحسب حصيلة أولية.
التفجير الأول استهدف كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بالغربية، والثاني طال الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) بالإسكندرية.
وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة تفجيرين استهدفا كنيستين في محافظي الغربية والإسكندرية.
وكتب ترامب على حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغرة "تويتر": "حزين للغاية لسماع الهجوم الإرهابي في مصر. الولايات المتحدة تدين بشدة."
وتابع "لدي ثقة كبيرة في أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يعالج الوضع على النحو السليم."
وأعلن الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي عقده أمس بالقصر الرئاسي فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور بعد استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة.
جاء ذلك الإعلان في خطاب متلفز للسيسي عقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لبحث الوضع، في أعقاب التفجيرين.
وأضاف السيسي، في خطابه، أنه "سيشكل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذي سيعطيه كل الصلاحيات التي يمكن بموجبها مواجهة الإرهاب على مختلف الأصعدة"، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع الرئيس المصري غاضباً: "نحن في مواجهة طويلة ومستمرة ومؤلمة، وسيقدم فيها ضحايا كثر من الجيش والشرطة والقضاء وأقباط مصر".
و"مجلس الدفاع الوطني" هو المجلس المكلف بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها.
ويضم المجلس في عضويته رئيس مجلس الوزراء، ورئيس البرلمان، ووزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية.
وطبّقت حال الطوارئ في مصر لعقود، طوال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنّها ألغيت في مايو 2012 إبان حكم المجلس العسكري الذي خلف مبارك.
لمطالعة النص الأصلي