بين أشلاء الضحايا ودمائهم التي رسمت نهايتهم المأساوية علي جدران كنيسة مارجرجس بطنطا اختلفت الروايات.
فعقارب الساعة توقفت عند التاسعة إلا خمس دقائق، حين غاب الجميع عن الوعي لثوان، قبل أن يروا الحوائط والألواح الزجاجية والخشبية تتساقط فجأة كالمطر على رؤوس المصلين، كما لو كانوا في صلاة وداع للحياة.
"لم أجد إلا المقاعد الأخيرة لأجلس على أحدها، وكأنّ الرب قرر عدم رحيلي هذه المرة، ولكن يبدو أن المرة القادمة ليست بعيدة، فمن فعلها مرة سيفعلها مرات، ولكن لا أعرف لماذا هذه النظرة للمسيحيين" بنبرة حزن روى جرجس خالد ما شهده داخل القاعة.
وتابع، "لم يتم تعطيل البوابات الإلكترونية كما قال البعض، ولكن الذي حدث أنّه قبل التفجير بنصف ساعة لم يخضع أحد من الداخلين إلى الكنيسة للتفتيش، حتى حاملو الحقائب، فكان الدخول سهلاً أمام أي شخص يريد".
واتفق ثلاث من شهود عيان داخل داخل الكنيسة على أن المتهم الحقيقي في هذا التفجير هو التقصير الأمنى، وتساءلوا كيف يتم استخراج قنبلة من نفس الكنيسة منذ 10 أيام ولم يتم تعيين حراسة مشددة عليها.
أغمضت عينى ووقفت أدعى الرب بالهداية وراحة البال فى منتصف قاعة القداس، ولكن صوت التفجير علا صوت الدعاء بين صراخ الأطفال والسيدات اللاتي لم يتمالكن أنفسهن من بشاعة الموقف، وخلال ثوانٍ معدودة أصبح عدد كبير من زوار الكنيسة جثثا هامدة، وأشلاؤهم تملأ القاعة".
عبوة ناسفة وضعت أسفل كرسي “البابوي” هى السبب وراء انفجار الكنيسة، بهذه الكلمات بدأ دانيال يوسف فى سرد ما يعرفه عن الواقعة. وأضاف يتوسط كرسي “البابوي”عادة المساحة بين الشمامسة والمصلين في الكنيسة.
ورجح أشرف دَاوُدَ ، أنه الوحيد الذى يستطيع دخول الكاتدرائية هى "امرأة" وهى السبب الرئيسي وراء هذا التفجير، مستدلا بأنّ معظم الضحايا من السيدات، وأن الانفجار وقع بين مقاعد النساء في الكنيسة، وهي من الأماكن التي يصعب على الرجال أن يصلوا إليها ، وهذا يؤكد أن حامل القنبلة دخل بجوار النساء في الصفوف الخاصة بهم.