برغم الجهود التي تبذلها قوات الأمن المصرية على الأرض في كل موقع يشهد عملًا إرهابيًا، فإن يوما من العنف الدامي قد دفع المسيحيين في البلد العربي إلى التساؤل حول ما إذا كانوا أمنين بالفعل في مصر برغم تعهدات الحكومة المتكررة بتوفير الحماية لهم.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية في سياق تعقيبها على الواقعتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا كنيستين في طنطا والإسكندرية أمس الأحد وأوقعتا 44 قتيلا على الأقل وأكثر من 100 مصاب.
وذكر التقرير أن التفجيرين اللذين تزامنا مع احتفالات المسيحيين في مصر بـ "أحد الشعانين" جاءا بعد شهور من الهجمات الدامية التي هزت مقر الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية الواقعة بمنطقة العباسية في العاصمة المصرية القاهرة في ديسمبر الماضي، والذي تمكن فيها انتحاري من دخول الكنيسة وتفجير نفسه، ليسقط 29 قتيلا. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"مسؤولية عن الحادث في فبراير الماضي، متعهدا حينها بمزيد من الهجمات ضد الأقباط.
وأضاف التقرير أن وتيرة الهجمات التي تستهدف الأقلية المسيحية في مصر زادت بعد عزل المؤسسة العسكرية الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الـ 3 من يوليو الماضي بعد خروج مظاهرات حاشدة رافضة لحكمه، مشيرة أيضًا إلى سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرض لها المسيحيون في سيناء مؤخرًا، ما تسبب في نزوج جماعي لحوالي 250 منهم من مدينة العريش.
وتحدث إتش.إيه هيللر من معهد الخدمات الملكي المتحد إلى "جارديان" بقوله:" المشكلة تكمن في تنامي شعور الكراهية إزاء المسحيين بين المتشددين الإسلاميين، ومن المؤسف أنه لا توجد وسيلة آمنة لحماية الجميع طيلة الوقت. وهذا حقيقي في كل دول العالم."
من جهته، قال مينا ثابت، الباحث المتخصص في شؤون الأقليات الدينية باللجنة المصرية للحقوق والحريات ومقرها القاهرة:" ليست تلك هي المرة الأولى التي يتعرض لها أقباط مصر لتلك الهجمات،" مردفا:" إنهم (المسيحيون) يشعرون وكأن أحدًا لا يوفر لهم الحماية اللازمة."
وتابع ثابت:" الحكومة مسؤولة عن أمن المسيحيين. ومحاربة الإرهاب لا يمكن اختزالها في القوة فقط، ولكنها تحتاج إلى استراتيجية- والمسيحيون يدفعون الثمن."
وواصل:" وقوع تفجيران في نفس اليوم وعلى فترات زمنية متقاربة يعني أن المهاجمين نسقوا بالفعل مع بعضهما أثناء التنفيذ." واختتم ثابت:" وقعت هجمات اليوم ومن الممكن أن تقع غدًا."
وقرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء أمس الأحد 9 إعلان حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة.
وجاء ذلك الإعلان في خطاب متلفز للسيسي عقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لبحث الوضع، في أعقاب تفجيرين في كنيستين بمدينتي الإسكندرية وطنطا، أسفرا عن مقتل 44 وإصابة 126 آخرين، بحسب وزارة الصحة المصرية.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن تفجيريين استهدفا أمس كنيستيين بمحافظتي الغربية والإسكندرية، شمالي البلاد، واستهدف التفجير الأول كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بالغربية، والثاني طال الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) بالإسكندرية.
ويتعيّن على السيسي إرسال قراره إلى مجلس النواب خلال سبعة أيام للحصول على موافقته.
وتوسّع حالة الطوارئ سلطة الشرطة في توقيف المشتبه بهم ومراقبة المواطنين وتحدّ من الحريات العامة في التجمع.
وطبّقت حال الطوارئ في مصر لعقود، طوال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنّها ألغيت في مايو 2012 إبان حكم المجلس العسكري الذي خلف مبارك.
لمطالعة النص الأصلي