ذكر كاهن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، آية من العهد القديم-"فليصمت العاقل هذه الأيام لأنها أيام رزية"-سفر عاموس، حين سئل عن حل جذري لتأمين الكنائس خلال احتفالات الأقباط بأعيادهم، أو في القداسات المتعاقبة، أعقبها بقوله: ( لم نسمع عن إلقاء القبض على متورط في اعتداء إرهابي على الكنائس، منذ حادث كنيسة القديسين، وغيرها من الأحداث، وسيتكرر الأمر، ما لم يعاقب أحد).
وقال: إن الحل في تغيير الفكر، لافتًا إلى أن التحريض لا يقل بشاعة، عن تنفيذ عمل إجرامي يستهدف الأبرياء.
بصوت من لا حيلة له، استرجع القمص شنودة وهيب كاهن المرقسية، ساعات ما قبل التفجير الإرهابي في محيط كنيسته، رافضًا التأكيد على شائعة استهداف البابا تواضروس الثاني، الذي كان يرأس قداس أحد الشعانين للمرة الأولى بالإسكندرية، من قبل انتحاري انتظر لحين انتهاء القداس، وبادر بالدخول، لولا تدخل حارس الكنيسة.
حين وقع انفجار كنيسة مارجرجس –طنطا، كان البابا تواضروس يرأس القداس، وبلغه الخبر أثناء الصلاة، نقلًا عن مواقع التواصل الاجتماعي، وأول رد فعل –حسب رواية الكاهن-، جاء في صمت متبوع بوضع يده على عكازه، لكنه في النهاية لم يذكر شيئًا عن التفجير خلال القداس، وأنهاه بشكل طبيعي.
في الساعة الواحدة إلا الثلث-مساء الأحد-حسب تصريحات القمص شنودة لـ"مصر العربية"، حاول الانتحاري المرور لداخل الكنيسة من باب فرعي، لكن الحارس أصر على مروره من البوابة الإليكترونية، وقتها كان البابا تواضروس الثاني، متواجدًا بمقره البابوي.
خارج الكنيسة، تناثرت الأشلاء، وانشغل الكهنة، والخدام، بنقل الجثامين، والمصابين إلى المستشفيات المختلفة، ولم ينشغل أحد حتى الآن بحصر الضحايا، ومتابعة أسرهم بشكل كاف، نظير انشغال الكنيسة بـ"أسبوع الآلام"، وهو الفترة المخصصة لتأمل آلام السيد المسيح.-يقول الكاهن.
نفى كاهن المرقسية، حاجة الأقباط للطمأنينة، قبيل احتفالات الجمعة العظيمة، وعيد القيامة، مؤكدًا أن المسيحيين تعودوا على هذه الأوضاع، وأن الأعداد داخل الكنيسة تتزايد بشكل لافت، بعد وقوع تفجير "أحد الشعانين".
القمص شنودة وهيب الذي نفى طلب تعزيز التأمين خلال قداس القيامة، قال: إن التكثيف الأمني لن يؤثر في شيء، حيث كان خلال قداس أحد الشعانين الذي ترأسه البابا تواضروس الثاني على أشده، لكنه لم يمنع انتحاري من تفجير نفسه.
واستطرد قائلًا: ( الحل في آية، تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم).
ولفت إلى أن مصابي الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، يبلغ عددهم 15 مصابًا، موزعين على المستشفيات المختلفة، لكنه لا يعلم بالضبط عدد الضحايا، باستثناء 6 أفراد من طاقم الأمن.
وعرّج على أن فترة أسبوع الآلام، لا تقام فيها أكاليل، ولا قداسات تجنيز-جنازة-، وإنما تؤدى فيها صلوات "البصخة"، وهي 7 صلوات تؤدى على مدار اليوم، كل 3 ساعات، وتبدأ في السادسة صباحًا، يتخللها عظة في الجنازات، حيث لا تعد العظات طقسًا.
وأردف قائلًا: ( ترتيبات احتفال الكنيسة بعيد القيامة، تخص البابا تواضروس الثاني وحده، باعتباره أسقفًا للإسكندرية).
يشار إلى أن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، تعرضت لتفجير إرهابي، بعد ساعات من تفجير كنيسة مارجرجس طنطا، راح ضحيته 6 أفراد من طاقم الشرطة المسؤول عن تأمينها، و5 مواطنين مصريين مسيحيين.